مهجرون فلسطينيون يتجمعون في مدرسة تابعة للأونروا تحولت إلى مأوى في دير البلح في غزة.
© UNRWA/Ashraf Amra مهجرون فلسطينيون في مدرسة تابعة للأونروا في غزة
19 كانون الثاني/يناير 2024المساعدات الإنسانية
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الآبار البلدية في قطاع غزة وصلت حاليا إلى عُشر طاقتها الإنتاجية قبل تصاعد الأعمال العدائية. كما حذر من أن تراكم النفايات قد يؤدي إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة.
وقال المكتب إن الطاقة الإنتاجية للآبار صارت نحو 21 ألف متر مكعب يوميا، بعد أن كانت 255 ألف متر مكعب في اليوم قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأوضح أنه من المتعارف عليه أن مياه الآبار تلك هي دون المستوى المطلوب، نظرا لأنها شديدة الملوحة.
وأشار إلى أن المياه القادمة من الخطوط التي تديرها إسرائيل كانت أفضل مصدر لمياه الشرب الآمنة قبل الأعمال العدائية. لكن في الوقت الحاضر، واحد فقط من الخطوط الثلاثة- وهو خط مياه وصلة بني سعيد- يعمل وينتج أقل من نصف ما كان متاحا من قبل عندما كانت جميع الخطوط الثلاثة تعمل.
وأشار المكتب إلى أن توفر المياه من خلال محطات تحلية المياه قصيرة المدى يبلغ حاليا 7% فقط من طاقتها قبل الأزمة. وأفاد العاملون في المجال الإنساني بأنه نظرا للقيود المفروضة على استيراد المواد الحيوية، فإن أدوات اختبار المياه والكلور لمعالجتها في جميع أنحاء غزة غير متوفرة.
تراكم النفايات وقلة المراحيض
ونبه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن تراكم النفايات الصلبة والبرازية، والذي تفاقم بسبب الأمطار والفيضانات، يؤدي أيضا إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة. وأبلغت منظمة الصحة العالمية بالفعل عن 152 ألف حالة إسهال، وأن أكثر من نصف هذه الحالات لأطفال دون سن الخامسة. كما أن عدم القدرة على معالجة المياه بالكلور لقتل البكتيريا “يؤدي إلى تفاقم الوضع المثير للقلق بالفعل”.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 500 شخص في المتوسط يتشاركون في مرحاض واحد، وبعض الملاجئ لا تحتوي على أي مرحاض. ويضطر أكثر من 2000 شخص في بعض الأحيان إلى استخدام مكان استحمام واحد. وأجبر نقص المراحيض وخدمات الصرف الصحي الناس على اللجوء إلى التغوط في الخلاء، مما زاد المخاوف من تفشي الأمراض، وفقا لما ورد في تحديث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
تعطل أنشطة التطعيم وتشخيص الأمراض
وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن تعطل أنشطة التطعيم الروتينية، فضلا عن نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية، يؤدي إلى زيادة خطر انتشار المرض. وأضاف أنه قد لا يتم تشخيص العديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية، مما يشير إلى أن الوضع قد يكون أكثر خطورة مما يمكن رصده.
وأشار كذلك إلى أن أنظمة المراقبة الروتينية لا تعمل حاليا، مما يعيق الكشف والتحليل والاستجابة الفعالة لتهديدات الصحة العامة. وتعمل منظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، ووزارة الصحة في غزة، على توسيع نطاق نظام مرن لمراقبة الأمراض في الملاجئ والمرافق الصحية.
تأثير القيود على عمليات الإغاثة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن القيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد المعدات الحيوية بما في ذلك أجهزة الاتصالات، تؤثر بشدة على عمليات الإغاثة الآمنة والفعالة في أي مكان في غزة. وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون زيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، لكن منع الوصول من قبل الجيش الإسرائيلي يعيق توسيع نطاق هذه المساعدات.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 7 مهمات فقط من أصل 29 كان مخططا لها خلال أول أسبوعين من شهر كانون الثاني/يناير، اكتملت بشكل كامل أو حتى جزئي.
الأونروا: المياه، مسألة حياة أو موت في غزة وملاجئنا شمال القطاع لم تعد آمنة
© UNICEF/Mohammad Ajjour هدمت أحياء بكاملها في غزة نتيجة القصف الجوي.
المساعدات الإنسانية
حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من أن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة يواجهون خطر نفاد المياه، بشكل أصبح يهدد حياتهم.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا إن المياه: “أصبحت مسألة حياة أو موت. من الضروري أن يتم توصيل الوقود إلى غزة لتوفير المياه لمليوني شخص”.
وأشارت الوكالة الأممية إلى عدم السماح بدخول الإمدادات الإنسانية إلى غزة منذ أسبوع. وقالت إن المياه النظيفة تنفد من القطاع بعد توقف عمل محطة المياه وشبكات الماء العامة.
وذكرت أن الناس يُضطرون الآن إلى استخدام مياه غير نظيفة من الآبار بما يزيد مخاطر انتشار الأمراض المنقولة عبر الماء. وأشارت الوكالة إلى انقطاع الكهرباء عن غزة منذ الحادي عشر من تشرين الأول/أكتوبر بما أثر على إمدادات المياه.
وتنفد المياه أيضا من قاعدة الأمم المتحدة جنوبي قطاع غزة، التي نقلت وكالة الأونروا عملياتها إليها ويحتمي بها الآن الآلاف بعد أن أصدرت إسرائيل إنذارا للسكان طالبتهم فيه بترك بيوتهم في الأجزاء الشمالية من القطاع.
ووفق الأونروا، في غضون الاثنتي عشرة ساعة الماضية فقط، شُرد مئات آلاف الأشخاص. وتتواصل موجة النزوح مع تحرك الناس إلى الجزء الجنوبي من قطاع غزة. وقد وصل عدد المشردين خلال أسبوع إلى ما يقرب من مليون شخص.
وشدد المفوض العام للأونروا على الحاجة إلى إدخال شاحنات الوقود إلى غزة الآن. وقال: “إن الوقود هو السبيل الوحيد لتوفير مياه الشرب الآمنة للناس، وبدون ذلك فسيموتون من الجفاف الحاد، ومن بينهم أطفال صغار وكبار في السن ونساء”.
وأضاف أن المياه هي شريان الحياة الوحيد المتبقي لغزة، مناشدا رفع الحصار الآن، المفروض على المساعدات الإنسانية.
ملاجئ الأونروا شمال غزة لم تعد آمنة
ودعت الأونروا السلطات الإسرائيلية إلى حماية جميع المدنيين المحتمين بمنشآتها بأنحاء قطاع غزة، بمن فيهم الموجودون في شمال القطاع ومدينة غزة.
وقالت الوكالة، في بيان صحفي: “على الرغم من أمر إجلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة ومدينة غزة إلى جنوب القطاع، فإن الكثيرين وخاصة النساء الحوامل والأطفال والمسنين وذوي الإعاقة، لن يتمكنوا من مغادرة المنطقة. لا يوجد أمامهم خيار ويتعين حمايتهم في كل الأوقات”.
وذكرت الأونروا أن الحروب لها قواعد، وأن المدنيين والمستشفيات والمدارس والعيادات ومنشآت الأمم المتحدة لا يمكن أن تُستهدف.
وأكدت أنها لا تدخر جهدا في دعوة أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين بمن فيهم الساعون للأمان في ملاجئ الأونروا.
وقالت الوكالة الأممية إن ملاجئها في غزة وشمال القطاع لم تعد آمنة، بما يعد أمرا غير مسبوق.
واختتمت البيان بالقول: “هذه الحرب يجب ألا تكون استثناء، حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية بما فيها مباني الأمم المتحدة، تنطبق على هذا الصراع أيضا”.