من نضال المغربي وجيمس ماكنزي
الاثنين 20 / 11 / 2023
صورة من مقطع مصور نشره الجيش الإسرائيلي يوم الأحد يظهر لقطات صورتها كاميرات الأمن لما يقولون إنهم مقاتلين من حماس يعيدون رهينة إسرائيلية إلى مستشفى الشفاء يوم هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول. صورة لرويترز من الجيش الإسرائيلي. © Thomson Reuters
غزة/القدس (رويترز) – قال مسعفون إن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يخوضون معارك لمنع تقدم القوات الإسرائيلية إلى أكبر مخيم للاجئين في قطاع غزة يوم الأحد وإن ضربة جوية إسرائيلية على منزل أودت بحياة 11 شخصا على الأقل، مع تزايد آمال في إبرام اتفاق لإطلاق سراح رهائن محتجزين في القطاع.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر مطلعة يوم الأحد أن وسطاء أمريكيين قريبون من إتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين في قطاع غزة مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام، الأمر الذي سيساعد على زيادة شحنات المساعدات المرسلة للمدنيين في غزة.
وقالت الصحيفة يوم السبت إنه تم التوصل لاتفاق أولي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين أمريكيين نفوا ذلك، وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل إبرام اتفاق.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوج في مقابلة مع برنامج (ذيس ويك) “هذا الأسبوع” على شبكة (إيه.بي.سي) يوم الأحد إن إسرائيل تأمل في الإفراج عن عدد كبير من المحتجزين لدى حركة حماس “في الأيام المقبلة”.
واحتجزت حماس نحو 240 خلال هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي ردت عليه إسرائيل بتشديد الحصار على قطاع غزة وقصفه واجتياحه للقضاء على الحركة الإسلامية التي تسيطر على القطاع بعد عدة حروب غير حاسمة بينهما منذ عام 2007.
وذكرت رويترز يوم الأربعاء نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات أن وسطاء قطريين يسعون للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح 50 رهينة مقابل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام. وفي ذلك الوقت قال المسؤول إنه تم الاتفاق على المبادئ العامة لكن إسرائيل ما زالت تتفاوض على التفاصيل.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الأحد في مؤتمر صحفي في الدوحة إن أهم النقاط العالقة التي تعرقل التوصل لاتفاق بشأن الرهائن أصبحت الآن “بسيطة للغاية” وهي في الأساس أمور عملية ولوجستية.
وجاء الحديث عن الرهائن في وقت تستعد فيه إسرائيل لتوسيع هجومها على مسلحي حماس ليشمل جنوب قطاع غزة، وهو ما تجلى في زيادة الضربات الجوية هناك على أهداف تعتبرها اسرائيل أوكارا للمسلحين.
لكن الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل حذرتها يوم الأحد من مغبة الشروع في عمليات قتالية في الجنوب دون التفكير في سلامة المدنيين الفلسطينيين الفارين ووضعهم في الاعتبار.
ودأب سكان غزة الذين أصابهم الذعر على الانتقال من مكان لآخر منذ بداية الحرب، ولجأ بعضهم إلى المستشفيات بينما انتقل آخرون من الشمال إلى الجنوب، وفي بعض الحالات يعود السكان مرة أخرى إلى منازلهم في محاولات يائسة للبقاء بعيدا عن مرمى النيران.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأحد إن عدد القتلى المدنيين في غزة “صادم وغير مقبول” ودعا مجددا إلى هدنة إنسانية على الفور.
* قتال عنيف في شمال غزة
اقتحمت القوات والدبابات الإسرائيلية غزة في أواخر الشهر الماضي، ويقول الجيش إنه سيطر منذ ذلك الوقت على مناطق واسعة من الشمال والشمال الغربي والشرق حول مدينة غزة.
لكن حماس وشهودا محليين يقولون إن مسلحي الحركة يستخدمون أسلوب حرب العصابات في مناطق بشمال القطاع، ومنها أجزاء من مدينة غزة ومخيما جباليا والشاطئ للاجئين.
وذكر شهود أن قتالا عنيفا دار خلال الليل بين القوات الإسرائيلية ومسلحين من حماس وإن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم إلى مخيم جباليا للاجئين، وهو الأكبر في القطاع بوجود ما يقرب من مئة ألف شخص.
ويقول مسعفون فلسطينيون إن مخيم جباليا يتعرض لقصف إسرائيلي متكرر مما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين. وتقول إسرائيل إن الضربات أودت بحياة الكثير من المسلحين الذين كانوا يختبئون بالمخيم.
وأمر الجيش الإسرائيلي يوم الأحد سكان عدة أحياء في جباليا بترك أماكنهم والتوجه نحو جنوب غزة “حفاظا على سلامتكم”، في رسائل باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الجيش إنه سيوقف العمليات العسكرية بين الساعة العاشرة صباحا والثانية ظهرا.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 11 فلسطينيا قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار.
ورفض معظم سكان جباليا الأوامر الإسرائيلية السابقة بإخلاء المنطقة والتوجه إلى جنوب القطاع الساحلي الضيق.
ويقول فلسطينيون إن الجنوب يتعرض أيضا لقصف إسرائيلي متكرر، مما يجعل الوعود الإسرائيلية بالسلامة سخيفة.
وتقول البيانات الإسرائيلية إن نحو 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في الهجوم المباغت الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، ليصبح اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عاما.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الأحد ارتفاع عدد قتلى الضربات الإسرائيلية إلى أكثر من 13 ألفا، بينهم 5500 طفل و3500 امرأة.
وأضاف أن الإصابات تجاوزت 30 ألفا، أكثر من 75 بالمئة منهم من الأطفال والنساء.
* ضربات جوية إسرائيلية وكمين حماس
في وسط القطاع الساحلي الضيق، قال مسعفون فلسطينيون إن 31 قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على عدد من المنازل في مخيمي البريج والنصيرات في وقت متأخر الليلة الماضية، من بينهم صحفيان فلسطينيان. وأضافوا أن امرأة وطفلها قتلا في ضربة جوية أخرى خلال الليل على خان يونس جنوب قطاع غزة.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس، شارك عشرات الفلسطينيين في جنازة 15 شخصا قتلوا في غارة إسرائيلية على مبنى سكني يوم السبت.
ونعت هداية عصفور بعض القتلى من أقاربها بينما كانت تبكي قائلة “شبابنا بيموتوا، النساء والأطفال بيموتوا، وين الرؤساء العرب؟”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن حماس تستخدم المباني السكنية وغيرها من المباني المدنية غطاء لمراكز القيادة والأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وشبكة أنفاق واسعة تحت الأرض. وتنفي الحركة استخدام المدنيين دروعا في الحرب.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إن مقاتليها قتلوا ستة جنود من مسافة قريبة في قرية جحر الديك شرقي مدينة غزة بعد أن نصبوا لهم كمينا بصاروخ مضاد للأفراد واقتربوا منهم بأسلحة آلية.
وتشير أحدث بيانات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل 62 جنديا في الصراع.
* أكبر مستشفى في القطاع صار “منطقة موت”
زار فريق بقيادة منظمة الصحة العالمية مستشفى الشفاء واصفا إياه بأنه “منطقة موت”، بعد أيام من اقتحام القوات الإسرائيلية للمجمع لتدمير ما تصفه بمركز قيادة لحماس أسفل المستشفى.
وقال فريق منظمة الصحة العالمية إنه رصد آثار إطلاق نار وقصفا ومقبرة جماعية في مدخل مستشفى الشفاء. وأضاف أنه يعكف على وضع خطط للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين وعددهم 291 من بينهم مصابون في الحرب و25 من العاملين بالمستشفى.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني نفذا عملية مشتركة لإجلاء 31 من الأطفال الخدج من مستشفى الشفاء وإنهم سيُنقلون عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر لتلقي العلاج هناك.
وأضافت الوزارة أن ثمانية من الأطفال الخدج لقوا حتفهم في وقت سابق داخل مستشفى الشفاء بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الأدوية الضرورية لرعايتهم.
وخرج مئات من المرضى والعاملين والنازحين الذين كانوا يحتمون في الشفاء من المجمع يوم السبت، ويقول مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن القوات الإسرائيلية طردتهم بشكل غير إنساني، بينما يزعم الجيش أن المغادرة كانت طوعية.
(شاركت في التغطية هنريت شقر – إعداد حسن عمار وأميرة زهران ومحمد عطية للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين ودعاء محمد)
أقارب المحتجزين الإسرائيليين بغزة يطالبون بعدم الحديث عن إعدام معتقلي حماس
من دان وليامز
الاثنين 20 / 11 / 2023
القدس (رويترز) – حث أقارب بعض المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة أعضاء الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) من اليمين المتطرف يوم الاثنين على عدم المضي قدما في تطبيق عقوبة الإعدام المقترحة على المسلحين الفلسطينيين الأسرى، قائلين إن مجرد الحديث عن ذلك قد يعرض حياة المحتجزين في غزة للخطر.
وقالت إسرائيل إنه تم اعتقال عدد من المسلحين المشتبه بهم بعدما اخترق أعضاء من حماس الحدود من غزة إلى جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص وخطف نحو 240 آخرين.
وقالت وزارة العدل الإسرائيلية في السابع من نوفمبر تشرين الثاني إن فريق عمل يناقش كيفية محاكمة الفلسطينيين المحتجزين وفرض “عقوبات تتناسب مع خطورة الفظائع المرتكبة” على المدانين.
ودعا وزير الأمن الوطني اليميني المتطرف إيتمار بن جفير إلى تطبيق عقوبة الإعدام، وهي عقوبة موجودة في كتب القانون الإسرائيلية لكنها لا تطبق.
ويشعر بعض أقارب المحتجزين لدى حماس في غزة بقلق من أن النقاش العلني حول عقوبة الإعدام قد يؤدي إلى أعمال انتقامية وسط آمال متزايدة عن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح بعض المحتجزين.
والمحتجزون مهددون بالفعل بالإعدام من حماس، كما أنهم عرضة لخطر الإصابة أو القتل في الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل ردا على هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأبلغ ياردن جونين، الذي تُحتجز شقيقته رومي ضمن المحتجزين في غزة، بن جفير وزملاءه في الحزب خلال جلسة برلمانية، بأن الحديث عن إعدام مقاتلي حماس “يعني الدخول في مناورة نفسية. وفي المقابل سنحصل على صور لأحبائنا الذين قتلوا وينتهي الأمر بإلقاء اللوم على دولة إسرائيل وليس عليهم (حماس)”.
* “ارتباك الأولويات”
كان حكم الإعدام الوحيد الذي قضت به محكمة في إسرائيل على مجرم الحرب النازي أدولف أيخمان في عام 1962. وتتمتع المحاكم العسكرية الإسرائيلية، التي تتعامل في كثير من الأحيان مع قضايا تتعلق بالفلسطينيين، بسلطة إصدار عقوبة الإعدام بقرار بإجماع ثلاثة قضاة، على الرغم من أن هذا لم يحدث حتى الآن.
واقترح ساسة من المتشددين على مر السنين تخفيف شروط مثل هذه الأحكام قائلين إن عمليات الإعدام تردع الإرهاب.
وقال بن جفير إن القيام بذلك “أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، أولا وقبل كل شيء، من أجل أولئك الذين قتلوا والذين سقطوا أثناء أداء واجبهم، وليس أقل من ذلك، حتى لا يكون هناك مزيد من المخطوفين”.
ويتحرك اقتراحه ببطء في البرلمان. ولم يُظهر حزب الليكود المحافظ بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اهتماما يذكر بهذه الخطة خلال فترة حكمه الطويلة.
واتهمت لينور دان كالديرون، التي يُحتجز ثلاثة من أقربائها في غزة، حزب بن جفير بأن لديه “ارتباك في الأولويات”.
وقالت “اختلط عليكم الأمر، نحن أمة تسعى للحياة، لسنا أمة تسعى إلى الانتقام، حتى لو فعلنا ذلك في الماضي مع أيخمان. أطالبكم ببساطة بإسقاط ذلك من جدول الأعمال”.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)