بقلم : عمرو صابح
– الصورة للرئيس جمال عبد الناصر مع وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى ، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض ، واللواء سعد الدين الشاذلي قائد القوات الخاصة والصاعقة والمظلات فى عام 1968 .
– هل وضع الفريق أول محمد فوزى والفريق عبد المنعم رياض خطة هجومية للعبور قبل تولي الفريق سعد الدين الشاذلي لمنصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية؟!
– هل الخطط العسكرية يضعها شخص واحد هو رئيس الأركان أم عدد كبير من ضباط هيئة أركان حرب القوات المسلحة وهيئة العمليات من مختلف أفرع الجيش؟
– لو لم تكن هناك خطة هجومية قبل تولي الفريق الشاذلي في مايو 1971، فماذا كانت تفعل هيئة الأركان وهيئة العمليات طوال الفترة التي سبقت توليه هو لمنصبه منذ 11 يونيو 1967 حتى 16 مايو 1971؟!
– خطة العبور التي تمت خلال معارك حرب 1973 ،كانت تعتمد على حائط صواريخ، وعبور خمس فرق مدرعة تحت حماية هذا الحائط، وفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام مضخات مياه، فإذا علمنا أن حائط الصواريخ تم الانتهاء من بناءه وتحريكه حتى حافة الضفة الغربية لقناة السويس في شهر أغسطس 1970 قبيل وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بحوالى شهر، وفكرة فتح الثغرات باستخدام مضخات المياه تم التدريب عليها في عهد عبد الناصر، وأغلب معدات العبور وأسلحته تم الحصول عليها في عهده، فهل من المنطقي أن لا تكون هناك خطة هجومية حتى أتى الفريق الشاذلي رئيساً للأركان؟!
– كتب الفريق الشاذلي فى مذكراته ان دليله على عدم وجود خطة هجومية قبل توليه هو لقاءه بمؤرخ القوات المسلحة المصرية اللواء حسن البدري والفريق أول محمد فوزي -” وزير الحربية قبيل 14 مايو 1971″ – في منزل الأخير سنة 1994 ، وقال الشاذلي أنه سأل الفريق فوزي عن الشخص الذي ترك معه الخطة عند خروجه من الجيش، فأجابه أنه لم يتركها لأحد، واستدل الشاذلي بذلك على أن الفريق أول محمد فوزي لم تكن معه خطة وإنما مجموعة أفكار!!
– رواية الفريق الشاذلي عن لقاءه بالبدري وفوزى لا يمكن تصديقها ، لأن الفريق أول محمد فوزي واللواء حسن البدري كتبا مع مجموعة من كبار قادة القوات المسلحة المصرية خلال حربي الاستنزاف و1973 ، تعقيباً تم نشره بصحيفة الأهرام المصرية فى 6 مايو سنة 1996 (بعد عامين من اللقاء الذي تحدث عنه الفريق الشاذلي في روايته ولا نعلمه إلا عن طريقه) به ما يخالف رواية الفريق الشاذلي تماما ، وأعيد نشر هذا المقال فى الفصل الأول من كتاب ” حرب الاستنزاف ” الصادر عن الحزب العربي الديمقراطي الناصري.
– اللواء سمير فرج مدير ادارة الشؤون المعنوية الأسبق قال في حوار له منشور في جريدة المصري اليوم بتاريخ 4 أكتوبر 2013 بالنص:
“أول خطة للهجوم على خط بارليف واقتحام قناة السويس وضعها عبدالناصر، وكان يطلق عليها المآذن العليا ولا نستطيع إلغاءها أو القول بأن السادات هو من صنعها”.
إدارة الشؤون المعنوية هي التي تحتوي كل وثائق وأسرار الحروب السابقة.
– الفريق سعد الدين الشاذلي قال في حواره مع العقيد جمال النجار ً:
” قمت بعدها بإعادة صياغة خطة عسكرية بناء على ما هو متوافر فعلا لدينا من قدرات وإمكانيات ، فعدلت الهدف من القتال ، فأنا لم أكن امتلك القدرات التى تمكننى من تحرير كل سيناء ولكن لو أحسن استغلال القدرات والإمكانيات التى بين أيدينا فيمكنني عبور قناة السويس وتحرير جزء من الأرض حوالى عشرة إلى اثني عشر كيلو متر ثم نقوم بعد ذلك بتحرير جزء جديد ، وهذا الجزء سيكون أسهل فلن تكون بيننا وبينهم قناة سويس ، ولن يكون هناك خط بارليف الحصين و، هكذا نحرر الأرض على مراحل.
وعندما عرضت الخطة على الرئيس السادات قال:
“حرروا لى شبرا واحدا من سيناء وأنا سأحل المشكلة بالمفاوضات وإذا فشلت المفاوضات أكملوا”.
– المشير محمد عبد المنعم الجمسي وزير الحربية الأسبق ، والذى كان يتولى منصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر 1973 ، نفى فى مذكراته كون خطة حرب 1973 من وضع الفريق سعد الدين الشاذلي بمفرده ، وأكد انها نتاج عمل مختلف فروع وهيئات وأسلحة القوات المسلحة المصرية.
– الفريق سعد الدين الشاذلى فى مذكراته عن حرب أكتوبر دافع بضراوة عن عدم تطوير الهجوم شرقاً نحو المضايق فى سيناء لدرجة اعترافه ان خطة تطوير الهجوم شرقاً نحو المضايق هى خطة مزورة تم إعدادها بأمر من الرئيس السادات وإرسالها للقيادة السورية لإقناع السوريين بالمشاركة فى حرب ، بينما الخطة الأصلية هى العبور شرقاً والتمسك بالمواقع بعمق من 10-15 كم داخل نطاق حماية حائط الصواريخ ، ويؤكد الشاذلى ان وزير الحربية أحمد إسماعيل ، ورئيس هيئة العمليات عبد الغنى الجمسي لا صلة لهما بخطة الحرب وانها موضوعة من قبلهما بواسطته ما بين شهرى يوليو و أغسطس 1971 !!
ويشدد الشاذلى على عدم إمكانية التقدم فى سيناء عن عمق 10 – 15 كم شرق القناة لأن قواتنا بذلك تخرج عن نطاق حماية حائط الصواريخ ، وسوف تتعرض لمجزرة من الطيران الإسرائيلى ، وعلى امتداد صفحات الكتاب يؤكد الشاذلى ضعف قواتنا الجوية مقارنة بالقوات الجوية الإسرائيلية، ويشيد بقراره عدم الزج بالطيران المصرى فى معارك كثيرة خلال الحرب حتى يحتفظ به سليماً ، ولتوثيق كلامه يقول ان عدد طائراتنا كان يفوق بـ100 طائرة عدد طيارينا ، وان طرد السادات للخبراء الروس فى يوليو 1972 أدى لعجز فادح فى سلاح الطيران لانسحاب 75 طيار روسي كانوا يشاركون فى قيادة الطائرات المصرية ، بل ان الفريق الشاذلى يفتخر بمشادة كلامية حدثت بينه وبين الجنرال الروسي ” لاشنكوف ” جرت فى نوفمبر 1973 ، ولامه خلالها لاشنكوف على عدم استخدامه لقواته الجوية بما يناسب امكانياتها ، ورد عليه الشاذلى بقسوة أنه أدرى بقواته وانه فخور بحفاظه عليها.
ويوجه الفريق الشاذلي فى مذكراته كل التقدير والتحية للطيران العراقى المشارك فى المعارك على الجبهة المصرية لدرجة انه يذكر ان الاتصالات كانت تأتى له من قادة القوات البرية المصرية بطلب مشاركة الطيران العراقى بالذات لحمايتهم!!
– شهادة الفريق سعد الدين الشاذلي تؤكد ان خطة الحرب كلها مبنية على وجود حائط الصواريخ والحماية التى يوفرها لقواتنا البرية ومدرعاتنا بعمق يصل من 10 إلى 15 كم داخل سيناء .
– حائط الصواريخ تم الانتهاء من بناءه وتحريكه حتى الحافة الغربية لقناة السويس فى شهر أغسطس 1970 ، وهو ما يعنى ان جاهزية القوات المسلحة لخوض الحرب أصبح متاحاً منذ أغسطس 1970 ، وتصبح شهادات الفريق أول محمد فوزى ومجموعة رجال مايو 1971عن توقيع الرئيس جمال عبد الناصر لخطة العبور قبيل رحيله فى 28 سبتمبر 1970 ، وان الموعد النهائي لخوض الحرب كان لن يتجاوز شهر أبريل 1971 ، وان سبب خلافهم الرئيسي مع الرئيس السادات هو تأجيله لقرار الحرب ، ، كلها شهادات صحيحة.
– حديث الفريق الشاذلي عن وضعه لخطة الحرب متناقض مع حديثه عن استحالة تقدم قواتنا خارج نطاق حماية حائط الصواريخ ، لسبب بسيط مادام الحائط موجود منذ أغسطس 1970 ، فلماذا تأخر قرار الحرب حتى أكتوبر 1973؟!
ومادامت خطة الحرب تعتمد بشكل رئيسي على وجود حائط الصواريخ الموجود منذ أغسطس 1970 ، فأى خطة وضعها الفريق الشاذلى الذى تولى منصب رئيس الأركان فى 16 مايو 1971 أى بعد الانتهاء من بناء حائط الصواريخ وتحريكه للحافة الغربية لقناة السويس بتسعة أشهر؟!!