تأليف Reuters
الخميس 21 / 12 / 2023
العمليات اليمنية في البحر الاحمر
دبي (رويترز) – حذر عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي اليمنية، يوم الأربعاء من أن مقاتلي جماعته سيهاجمون البوارج الأمريكية إذا تعرضت الجماعة المدعومة من إيران لاستهداف من واشنطن التي شكلت هذا الأسبوع قوة عمل متعددة الجنسيات في مسعى للتصدي للهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر.
ويشن الحوثيون، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من الأراضي في اليمن بعد سنوات من الحرب، منذ الشهر الماضي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن دولية تبحر عبر البحر الأحمر ويقولون إن هذه الهجمات تأتي ردا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي إطار مبادرة أمنية أطلقتها الولايات المتحدة ستسير واشنطن وعشر دول أخرى، معظمها من دول حلف شمال الأطلسي، دوريات في البحر الأحمر لردع الهجمات المستقبلية للحوثيين والتصدي لها بعد أن تسببت حتى الآن في تحويل مسار سفن تابعة لشركات شحن عالمية رئيسية إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
وقال الحوثي “إذا كان لدى الولايات المتحدة توجه باستهداف اليمن فلن نقف مكتوفي الأيدي”.
وأضاف في كلمة بثها التلفزيون أنهم سيجعلون البوارج الأمريكية والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخهم وطائراتهم المسيرة وعملياتهم العسكرية.
ونشأت الأزمة في البحر الأحمر نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة، وهو أحدث صراع في الشرق الأوسط يضع الولايات المتحدة وحلفاءها ضد إيران وفصائل وجماعات عربية متحالفة معها.
وبدأت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مقاتلو حماس الحدود بين قطاع غزة وجنوب إسرائيل حيث تقول السلطات الإسرائيلية إن المسلحين قتلوا نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين الإسرائيليين والأجانب.
ووفقا لمسؤولي الصحة في قطاع غزة المكتظ بالسكان أدى القصف الإسرائيلي الانتقامي وغزو القطاع، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه يستهدف القضاء على حماس، إلى مقتل زهاء 20 ألف فلسطيني.
ويطلق حلفاء إيران، وبينهم الحوثيون وحزب الله اللبناني، صواريخ على إسرائيل منذ بدء الصراع بينما يكثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر ويهددون باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل ويحذرون شركات الشحن من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وتعطل هذه الهجمات طريقا تجاريا رئيسيا يربط أوروبا وأمريكا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس وتتسبب في ارتفاع حاد في تكاليف شحن الحاويات إذ تلجأ الشركات لشحن بضائعها عبر مسارات بديلة غالبا ما تكون أطول.
وستسير بريطانيا والبحرين وكندا والدنمرك وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن المجاور في إطار ما يطلق عليها “عملية حارس الازدهار”.
وقال الحوثي “إذ أرادت أمريكا محاربة موقف اليمن الداعم لفلسطين، فستكون في مواجهة كل الشعب اليمني”، مضيفا أن على الأمريكيين أن يعلموا أن اليمنيين ليسوا ممن يهابونهم.
وحذر الحوثي الأمريكيين من إرسال جنود إلى اليمن قائلا إنهم سيواجهون وضعا أشد قسوة مما واجهوه في أفغانستان وفيتنام.
(تغطية صحفية جنى شقير وكلودا طانيوس من دبي ومحمد الغباري من عدن – إعداد دنيا هشام للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين)
“تكلفة” مسيرات الحوثيين تقلق البنتاغون.. خسائر جسيمة منتظرة
تأليف ترجمات – أبوظبي •
سكاي نيوز عربية
صحيفة: القوة البحرية بالبحر الأحمر تواجه تحديات وأعباء مالية
ذكرت صحيفة “بوليتكو”، الأربعاء، أن مهمة إسقاط صواريخ ومسيرات الحوثي في البحر الأحمر تمثل تحديا لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، بسبب التكلفة المادية الباهظة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة الصاروخ الواحد، الذي يسقط المسيرة، تبلغ قيمته مليوني دولار، في حين أن سعر المسيرة الواحدة لا يزيد عن ألفي دولار.
يأتي ذلك فيما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن لدى الحوثيين مخزونات ضخمة من الصواريخ والطائرات من دون طيار، مضيفة “هذا يعني أن التكلفة المادية ستكون مرهقة للغاية”.
في هذا الصدد، ذكر أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والاستراتيجية في “كينغز كوليدج” في لندن، لموقع “سي إن إن”، أن “قدرات الاعتراض الجوي الأميركية باهظة الثمن”.
وأبرز: “تبلغ تكلفتها المتوسطة نحو مليوني دولار، مما يجعل اعتراض الطائرات من دون طيار غير فعال من حيث التكلفة المادية”، خاصة في حال طول أمد المواجهات.
من جهته، قال زميل أبحاث القوة البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن سيدهارث كوشال: “لتوفير دفاع جوي واسع النطاق، تعتمد السفن بشكل أساسي على الصواريخ المضادة للطائرات. هذا يعني أن عدد الصواريخ الموجود على متن أي مدمرة محدد”.
والأمر نفسه أكده الخبير البحري الأستاذ بجامعة كامبل في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية سلفاتوري ميركوغليانو، موضحا: “إذا تمكن الحوثيون من استنفاد مخزون السفينة بهجمات متتالية، فقد تجد السفينة الحربية نفسها تعاني نقصا في الذخائر اللازمة لحماية السفن التجارية التي تراقبها”.
وتابع: “في حال جرب الحوثيون هجوما بسرب من الدرونات، فقد يرهق الأمر قدرات سفينة حربية واحدة”، متسائلا عن كيفية تجديد مخزون الصواريخ في المنطقة.
هذا ويتوقع محللون أن تكون لهذه المواجهات خسائر اقتصادية جسيمة.
وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) دافيد بتريوس: “هذا (البحر الأحمر) من أهم الشرايين في العالم عندما يتعلق الأمر بالشحن البحري”.
وأضاف أن “الوقت والتكلفة لنقل البضائع حول إفريقيا سيكونان كبيرين. سيكون لهذا في الواقع تأثير حقيقي على الاقتصاد العالمي”.