تحرير: ع.ش – DW (Arabic)
الكاتب: محمد فرحان (أ ف ب، د ب أ)
الاثنين 28 – نيسان -2025
كشف تقرير سيبري عن ارتفاع © Daniel Ceng Shou-Yi/ZUMAPRESS.com /picture alliance
شهد الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 أكبر زيادة له منذ نهاية الحرب الباردة، ليصل إلى 2.7 تريليون دولار، نتيجة الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، وفق تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
وأشار التقرير الذي نُشر الاثنين (28 أبريل/نيسان 2025) إلى أن الإنفاق العسكري العالمي قد شهد زيادة ملحوظة في أوروبا و الشرق الأوسط، بحسب سيبري.
وارتفع الإنفاق بنسبة 9.4% في عام 2024 – وهو العام العاشر على التوالي من الزيادة – مقارنة بعام 2023.
وقال شياو ليانغ، الباحث في برنامج “الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة” في معهد سيبري، إن “هذا يعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة. إنه أمر غير مسبوق. إنها أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة زادت ميزانياتها الدفاعية العام الماضي.
وذكر ليانغ أن الفاتورة الباهظة سيكون لها “تأثير اجتماعي واقتصادي وسياسي عميق” إذ “سيتعين على البلدان إجراء مقايضات في خياراتها المتعلقة بالميزانية”.
وأوضح “على سبيل المثال، رأينا العديد من الدول الأوروبية تخفض بنودا أخرى في الميزانية، مثل المساعدات الدولية، من أجل تمويل الزيادة في الموارد المخصصة للجيش أو التفكير في زيادة الضرائب أو الاستدانة”.
أمريكا أولا والصين ثانيا
وشكلت الدول الخمس الأكثر إنفاقا عسكريا – الولايات المتحدة و الصين وروسيا وألمانيا والهند – 60% من الإجمالي العالمي.
وزادت الولايات المتحدة، أكبر مُنفق عسكري في العالم، ميزانيتها بنسبة 5.7% في عام 2024، لتصل إلى 997 مليار دولار، ما يُمثل 37% من الإنفاق العالمي و66% من إنفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وزادت الصين، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري، من إنفاقها بنسبة 7% ليصل إلى ما يقدر بنحو 314 مليار دولار، مسجلة ثلاثة عقود من النمو المتواصل.
ماذا عن الشرق الأوسط؟
كما ارتفع الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط. وقال تقرير سيبري إن الإنفاق العسكري في الشرق الأوسط بلغ ما يقدر بنحو 243 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 15% عن عام .2023
وفي عام 2024 ارتفع إنفاق إسرائيل العسكري بنسبة 65% ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهذه أكبر زيادة منذ حرب عام 1967، وفق سيبري.
وارتفع إنفاق لبنان بنسبة 58% ليصل إلى 635 مليون دولار، بعد عدة سنوات من انخفاض الإنفاق بسبب الأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية.
ومع ذلك، انخفض إنفاق إيران بنسبة 10% بالقيمة الحقيقية إلى 9ر7 مليار دولار بحسب سيبري، لأن “تأثير العقوبات حد بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق”.
وقال التقرير إن السعودية هي أكبر دولة إنفاقا عسكريًا في الشرق الأوسط عام 2024، والسابعة على مستوى العالم.
وكشف التقرير أن إنفاق السعودية العسكري شهد زيادة طفيفة بنسبة 1.5 % ليصل إلى ما يُقدر بـ 80.3 مليار دولار ، لكنه لا يزال أقل بنسبة ٢٠٪ مما كان عليه عام 2015 عندما بلغت عائدات النفط ذروتها.
ألمانيا والناتو.. استمرار التسليح
وكانت أوروبا، بما فيها روسيا، المنطقة الأكثر إنفاقا، إذ ارتفع الإنفاق العسكري فيها بنسبة 17% ليصل إلى 693 مليار دولار.
وخصصت روسيا 149 مليار دولار لجيشها في عام 2024، بزيادة قدرها 38% على أساس سنوي، أي ضعف ما كان عليه الوضع في عام 2015.
وارتفعت الميزانية العسكرية لأوكرانيا التي غزتها روسيا، بنسبة 2.9% لتصل إلى 64.7 مليار دولار.
وفي حين أن هذا لا يمثل سوى 43% فقط مما يعادل الموارد الروسية، فقد سجلت أوكرانيا على عبء عسكري في العالم، إذ خصصت 34% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
وأشار التقرير إلى ارتفاع إنفاق ألمانيا العسكري بنسبة 28% ليصل إلى 88.5 مليار دولار. وقال ليانغ “للمرة الأولى منذ إعادة توحيدها، أصبحت ألمانيا أكبر مساهم في مجال الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية”.
وقد زادت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الـ32، المُنخرطة في ديناميكية إعادة تسليح في مواجهة انسحاب أمريكي مُحتمل، من إنفاقها بشكل ملحوظ.
وقالت جايد جيبرتو ريكارد الباحثة في سيبري إن الزيادة بين أعضاء الناتو الأوروبيين كانت مدفوعة بشكل أساسي بالتهديد الروسي المستمر والمخاوف بشأن احتمال فك الارتباط الأمريكي داخل الحلف.
وتابعت “من الجدير بالذكر إن زيادة الإنفاق وحدها لن تترجم بالضرورة إلى قدرة عسكرية أكبر بكثير أو استقلال عن الولايات المتحدة. هذه مهام أكثر تعقيدا بكثير”.

في الذكرى الـ70 لانضمام ألمانيا إلى الناتو… ماذا قال رئيسها؟
بقلم: Gavin Blackburn مع AP
نشرت في 28/04/2025

في الذكرى السبعين لانضمام ألمانيا إلى الناتو، أكد الرئيس الألماني استعداد بلاده لتعزيز دورها كدعامة أساسية للدفاع الأوروبي، معربًا عن التزام ألمانيا بالقيم الديمقراطية ومواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
أعلن الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن ألمانيا ستستجيب للمطالب الأمنية الجديدة في أوروبا، وذلك خلال احتفال بلاده بمرور 70 عامًا على انضمامها إلى حلف الناتو، وسط إشارات من إدارة ترامب بأن الأولويات الدفاعية الأمريكية أصبحت تتركز في أماكن أخرى.
وقال شتاينماير: “اليوم، مع استمرار الحرب التي يشنها بوتين ضد أوكرانيا بقوة، ومع الضغط المتزايد من الولايات المتحدة على حلفائها الأوروبيين، أعتقد أن ألمانيا توجد في موقع حاسم”.
وأضاف: “ألمانيا مدعوة للتحرك وقد سمعنا النداء. لقد وصلتنا الرسالة، ويمكنكم الاعتماد علينا”، مشيرًا إلى تصريحاته خلال لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته في مقر الحلف ببروكسل والذي يضم 32 دولة.
وفي فبراير الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لداعمي أوكرانيا الغربيين، ومعظمهم أعضاء في الناتو: “إن الوقائع الاستراتيجية تحول دون أن تكون الولايات المتحدة مركزة بشكل أساسي على أمن أوروبا.”
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والأمين العام لحلف الناتو مارك روته يشاركان في حفل وضع إكليل من الزهور في مقر الناتو في بروكسل ، 28 أبريل ، 2025AP Photo
وإلى جانب التحديات الأمنية التي تعتقد الولايات المتحدة أنها تواجهها من الصين، أكد بيت هيغسيث أن أمريكا ستركز أيضًا على “أمن حدودها الخاصة.”
وأثارت تصريحاته –التي تعد الأولى لعضو في الإدارة الجديدة لترامب خلال اجتماعات الناتو– قلق ألمانيا ودول حليفة أخرى.و يسعى العديد من الحلفاء لمعرفة عدد القوات الأمريكية التي قد يتم سحبها من أوروبا ومواعيد ذلك لمعالجة أي فراغ أمني محتمل.
وحتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن خطط لسحب القوات العسكرية الأمريكية.
كما حذر هيغسيث من أن أوكرانيا لن تستعيد كافة أراضيها المحتلة من روسيا، ولن يُسمح لها بالانضمام إلى التحالف الأمني الغربي، وهو ما كان سيوفر لكييف ضمانًا أمنيًا نهائيًا ضد أي هجوم مستقبلي من بوتين.
وبقيت قيادة الناتو مصرة على أن مناقشة العضوية يجب أن تقتصر على الحلفاء والمرشحين فقط، دون دور لموسكو. لكن القضية أصبحت ورقة مساومة في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
تأسس الناتو عام 1949 للتصدي للعدوان السوفيتي على أوروبا.
في 6 مايو 1955، انضمت ألمانيا الغربية كعضو خامس عشر وسط مخاوف من تجمع القوات السوفيتية شرق الستار الحديدي.
وبعد سبعين عامًا، لا يزال التهديد الروسي مستمرًا. وتخطط الحكومة الألمانية المقبلة لتخفيف قواعد الديون لزيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز الجيش الذي عانى الإهمال.
وخصصت الحكومة السابقة صندوقًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، مما يساعد برلين على تحقيق هدف الناتو بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وقد يتم رفع هذا الهدف إلى 3% أو أكثر خلال اجتماع قادة الحلف في هولندا يونيو المقبل.
وقال شتاينماير: “سنسعى لجعل ألمانيا، سواء جيشها أو بنيتها التحتية، العمود الفقري للدفاع التقليدي في أوروبا”.
وفي كلمته داخل الردهة الواسعة التي تؤدي إلى قاعات اجتماعات الناتو والمكاتب الوطنية، أثنى على قرار الحلفاء قبول ألمانيا الغربية كعضو، معبّرًا عن أمله في أن يتمكن قادة الناتو اليوم من إظهار “حكمة استراتيجية مشابهة، حيث يبدو المستقبل أكثر غموضًا مما كان عليه في الماضي.”
وأكد شتاينماير أن التحدي يكمن في الدفاع عن القيم مثل الديمقراطية وسيادة القانون، إلى جانب حماية الأراضي.
وقال: “نعلم جميعًا أن هذه القيم تعرضت للهجوم، ليس فقط من الخارج ولكن أيضًا من الداخل”.