تأليف سكاي نيوز عربية – أبوظبي •
الاثنين 20 / 11 / 2023
نتنياهو يواجه ضغوطا محلية ودولية لوقف الحرب © Reuters
تزداد وتيرة الضغوط في الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، وسط رفض لاستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تؤكد تقارير مقتل أكثر من 12 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية، بينهم أكثر من 5 آلاف طفل، و3 آلاف و300 امرأة، وتجاوز عدد الإصابات 30 ألف إصابة، 70% منهم أطفال ونساء.
في سياق متصل، طالب قادة بعض جمعيات المساعدات الخيرية في بريطانيا، رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، بإدانة حصار إسرائيل على قطاع غزة خلال كلمته المقررة بقمة الغذاء العالمية بالعاصمة لندن، اليوم الإثنين.
وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، تناول باحثان، خيارات حكومة تل أبيب بشأن استمرار الحرب، فضلًا عن أهمية الضغوط الداخلية في العواصم الغربية وواشنطن بفعل الرأي العام الداخلي والدور الروسي الصيني..
ضغط روسي صيني “غير مؤثر”
يرى الباحث في العلاقات الدولية لدى معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن إسرائيل وخلفها أميركا لن تستجيبا لأي ضغط روسي صيني لا سيما بعد التوتر الشديد في العلاقات بين الجانبين، نتيجة عرقلة موسكو وبكين صدور قرار من مجلس الأمن الدولي دين حركة حماس، وبالتالي التحركات الصينية الروسية لن تجد آذانًا صاغية لدى الإسرائيليين، خاصة بعد ما قالت حكومة بنيامين نتنياهو، إنها ستكمل الحرب حتى لو وقف العالم ضدها معتمدة في هذا التحدي على الدعم الأميركي المطلق.
وقال يسري عبيد في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه مع استمرار المشاهد الدموية في قطاع غزة والمجازر التي ترتكب وصور الشهداء وصور القتلى من الأطفال والنساء والعدوان يتضافر كل هذا لأجل تكوين رأي عام أوروبي وشعبوي ضاغط في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على مدار الساعة والتي وصلت إلى احتلال المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بداعي مطاردة عناصر من حماس.
وحسب تقارير، تمتلك حكومة بنيامين نتنياهو، خيارين أوليين، الأول، تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة بشكل يجنب تل أبيب أي منغصات من الفصائل المسلحة فيما بعد.
والثاني، السيطرة الأمنية على القطاع وجعله أرضًا تابعة، وكلاهما رغبة في قتل القضية الفلسطينية وإبعاد حل الدولتين للأبد.
مهلة بلا نهاية
يقول الباحث في الشأن الدولي، أحمد سلطان، إن ما يحدث في قطاع غزة أمر غير مسبوق من استهداف المؤسسات الصحية والمستشفيات ومقرات أممية وإغاثية ما جل غضبًا غربيًا شعبوبيًا غير مسبوق على حكومة تل أبيب في الغرب.
وأضاف أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن صناع القرار الغربيين يظلون في حالة انتصار على الرأي العام الداخلي في بلادهم الرافض للحرب وقتل الفلسطينيين، وبالتالي تستمر الحرب المرفوضة شعبيًا المباركة سياسيًا من واشنطن التي تستعد لمعركة انتخابية سيفوز فيها من تباركه تل أبيب وتتوافق مصالحها معه.
وفسر سلطان مبعث القلق والانقسام الغربي حيال استمرار حرب إسرائيل في غزة في نقاط:
الانقسام الأوروبي والأميركي مبعثه عدم تحقيق الجيش الإسرائيلي أي انتصار حقيقي ملموس في قطاع غزة.
مرور (44 يومًا) على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وتزداد الخسائر البشرية والمادية التي تتكبدها تل أبيب كل يوم كما تتلاشى المهلة الأميركية للإسرائيليين.
تظل واشنطن شريكًا أساسيًا فيما يجري على أرض غزة بعدما أحضرت قوتها البحرية والجوية الضاربة لتأمين دور إسرائيل في القطاع وهو ما يشكل غضبا لعواصم عربية وإقليمية لأميركا مصالح مشتركة معها.
سبب الانقسام الحقيقي وجود ضغوط على العواصم الأوروبية داخليًا في حين تمنح أميركا إسرائيل مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمة قبل الهدنة.
القيادة الروسية تعيش حالة مشاغبة مع الولايات المتحدة ولا يزال أمامها الكثير لتنجزه في أوكرانيا وغير جاهزة لدخول معترك سياسي أو عسكري ضد واشنطن.
موسكو مستفيدة بشكل كبير من الأزمة في غزة لتثبيت أقدامها في أوكرانيا وبلوغ أقصى كم ممكن من المكاسب السياسية والعسكرية بأقل كلفة ممكنة.
أول مظاهرة في إسرائيل ضد الحرب.. إرباك جديد لنتنياهو
تأليف سكاي نيوز عربية – أبوظبي
الاثنين 20 / 11 / 2023
تستعد إسرائيل لمواجهة ضغط داخلي لوقف التصعيد ضد قطاع غزة، ممثلا في خروج مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب.
ووفق ما نشرته هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”، السبت، في حسابها على منصة “إكس”، فإن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة “نجحت في التوصل إلى تسوية في المحكمة العليا، والحصول على موافقة الشرطة لتنظيم أول مظاهرة ضد الحرب”.
وقبل ذلك بيوم، أعلنت نفس الهيئة على “إكس”، أنه “لأسباب اقتصادية، تدرس الجهات الأمنية إمكانية تقليص عدد قوات الاحتياط وتسريح قسم منها إلى منازلهم، ليتمكنوا من العودة إلى أماكن عملهم”.
وكانت إسرائيل استدعت أكثر من 300 ألف جندي من القوة الاحتياطية للمشاركة في الحرب، التي بدأت عقب هجوم حماس على مستوطنات إسرائيلية قريبة من قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن إسرائيل تدفع أكثر من 1.3 مليار دولار رواتب لهولاء الجنود، بالإضافة لنصف مليار مكافآت، مما يرتد بعبء على اقتصاد الدولة، التي بدأت في الاقتراض نتيجة الحرب.
نظام الاحتياط الإسرائيلي
في عام 1984 نشأ نظام خدمة الاحتياط في إسرائيل، وبموجبه كل إسرائيلي ملزم بعد تسريحه من الخدمة الإلزامية بأن يلتحق بقوات الاحتياط ما لم يحصل على إعفاء.
يهدف نظام الاحتياط لتعزيز الجيش في أوقات الطوارئ بحريا وبريا وجويا، ويتكون من 456 ألف جندي، أي ضعف الجنود الإسرائيليين الموجودين في الخدمة الإلزامية.
هذه الوحدات تشارك في تنفيذ مختلف العمليات الأمنية والعسكرية، وتتمتع بقدرات قتالية اكتسبت خلال الخدمة أو ضمن تدريبات إلزامية سنوية.
توقع “فشل” جديد
يرجع الخبير الاقتصادي يوسف التابعي سرعة تأثر الاقتصاد الإسرائيلي باستدعاء الاحتياط، إلى أن هذا الاقتصاد “آلة تحركها التروس، إذا خرج واحد عن العمل توقفت بالكامل”، كما أن “القوة العاملة في إسرائيل 80 بالمئة منها ضمن قوات الاحتياط”.
وبشأن تأثر الاقتصاد الإسرائيلي منذ بدء المعارك، يوضح التابعي لموقع “سكاي نيوز عربية”:
هناك قطاعات أساسية تضررت بشكل كبير حتى إن إسرائيل حاولت جلب عمالة من الخارج، لكنها وجدت أنها ستدفع مرتبات كبيرة.
قطاعات الزراعة والصناعة والنفط والسياحة، حتى المطارات المدنية والمؤسسات الإدارية، أصبحت تعمل بنصف قوتها.
خسائر الاقتصاد أسبوعيا تبلغ 600 مليون دولار، والحرب في غزة مستمرة وطويلة على ما يبدو لفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق هدفه حتى الآن بالقضاء على حماس وإعادة الرهائن.
بخلاف ذلك، إسرائيل تدفع 5 مليار شيكل (نحو 1.25 مليار دولار) شهريا مرتبات لقوات الاحتياط، وهذا عبء آخر عليها.
التفكير في تقليص عدد جنود الاحتياط منطقي للغاية بالنسبة لإسرائيل، لكنه سيؤدي لفشل أمني وعسكري آخر، خاصة إذا اشتعلت جبهات أخرى لاسيما مع حزب الله في لبنان.
استنزاف طويل
بالمثل، يتوقع الخبير العسكري جمال الرفاعي، أن تستمر الحرب الإسرائيلية شهورا.
وعن انعكاسها على اقتصاد إسرائيل فيما يخص تكاليف التسليح، يضيف الرفاعي لموقع “سكاي نيوز عربية”:
يستهلك الجيش الإسرائيلي كل أسبوع في هذه الحرب معدات وأسلحة وذخائر بأكثر من مليار دولار.
أقل مدرعة تعمل في الجيش الإسرائيلي يتجاوز ثمنها نصف مليون دولار، وهناك دبابات يتجاوز سعرها 5 ملايين.
الصواريخ التي تقصف بها غزة يتجاوز سعر الواحد 250 ألف دولار، وغير ذلك الطائرة التي تقصف تكون تكلفة طيرانها في المرة الواحدة حوالي 50 ألف دولار.
حتى صواريخ القبة الحديدية، ثمن الصاروخ الواحد يتجاوز 50 ألف دولار (وهي مخصصة لصد الصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية بشكل متواصل على إسرائيل).
التكلفة الاقتصادية باهظة على إسرائيل، وستتعرض إسرائيل لكارثة اقتصادية إذا امتدت الحرب لشهور أو اتسع نطاقها.