الكاتب: موقع الخنادق – غرفة التحرير
الأربعاء 07 شباط , 2024 04:08
جنود الاحتلال يحيطون بمظاهرة في تل أبيب رفضا للحرب على غزة ومطالبين بتحرير الرهائن
يؤكد العدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة، بعد مرور أكثر من 124 يوماً على بدايته، بأن الأطراف الإسرائيلية تختلف على التكتيكات وليس على الأهداف. وهذا ما يُمكن استنتاجه من تصريحات عضو كابينيت الحرب بيني غانتس الأخيرة. وعليه فإن أي هدنة أو وقف مؤقت للأعمال العسكرية الإسرائيلية في القطاع، بهدف إجراء عمليات تبادل للأسرى، لن تتعدى هذا السقف الى وقف دائم لإطلاق النار.
وبالتالي نحن أمام صراع طويل الأمد، لأن قادة الكيان المؤقت ومستوطنيه مجمعّون، على القضاء على المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة حماس، رغم وقائع المعركة التي أثبتت استحالة ذلك. لكنهم يختلفون فقط حول صفقة التبادل وأثمانها، مع علمهم بأن المقاومة الفلسطينية لن تفرط في ورقة القوة هذه (أي الأسرى الذين بحوزتها)، دون تحقق الأهداف المجمع عليها فلسطينياً: وقف العدوان نهائياً، تبييض السجون، وفك الحصار وإعادة الإعمار.
المؤتمر الصحفي لغانتس
وبالعودة الى ما صرّح به عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، فقد أدلى الأخير بالعديد من المواقف التي تتوافق الى حد كبير مع مواقف نتنياهو ومعسكره، خاصةً لجهة تشديده بأن الهدف الإسرائيلي الأساسي يتمثل بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة من دون السيطرة المدنية. ولكنه في سياق منافسته مع نتنياهو لم يوقف توجيه انتقاداته ضد الأخير وضد معسكر اليمين.
وهذه أبرز النقاط التي صدرت عنه:
_ حتى لو أن الكيان يمرّ بفترة صعبة وطويلة ومليئة بـ”التحديات”، فإنه لا عودة إلى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر (أي لجهة الانقسام الداخلي). موجهاً الانتقاء الى القيادات الذين يديرون “خطابات فئوية” في الكنيست ويحولون اجتماعات الكابينيت إلى عروض لإهانة الجيش.
_ الإشارة إلى نتنياهو قائلاً: “كونك قائدًا عامًا أثناء الأزمات يعد مسؤولية كبيرة. أدعو الجميع من جميع أطراف الخريطة السياسية، قبل لحظة من التصريح، فكروا في المقاتلين والرهائن، وتذكروا إلى أين وصلنا ولماذا وصلنا إلى هنا؟ مواطنو إسرائيل يستحقون ما هو أفضل”.
_ ضرورة وقف عمليات وكالة الأونروا في قطاع غزة واستبدالها بمن وصفها بـ”منظمات دولية غير مرتبطة بحركة حماس”، حتى لو أدى هذا الأمر إلى وقف أو تقليص كميات المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع.
_ مهمة إعادة الرهائن جزء لا يتجزأ من “النصر” ولا تحل محل “واجبنا في إزالة خطر حماس”. وهذا ما يؤكّد بأن العدوان لن ينتهي بانتهاء صفقات التبادل، بهذا كان تشديد المقاومة على شرط إعلان وقف النار وتشديدها عليه، وطلبها لضمانات من دول تثق بها لهذا الشرط.
_ كل ما سيتم التخطيط له إسرائيلياُ سيكون “على طريق النصر” لهم. مضيفاً بأنه في هذه المرحلة من الخطأ أن يقدموا لأعدائهم معلومات وأن يخترعوا خطوطًا حمراء قد تكون موجودة بالفعل. بل يجب الاحتفاظ بها في الغرف المغلقة حتى لا تضر بالجهد المبذول منهم للتوصل إلى مخطط جيد، حتى لو كان ذلك مؤلما. مضيفاً بأنه عند تبلور أي مخطط، سيتم عرضه على جمهورهم بشفافية، وستتم المصادقة عليه في الحكومة.
_انتقال الحرب إلى مرحلة القتال المركز، الموجّهة نحو المساحات والأهداف. وأنهم إذا اضطروا فسوف يكثفون القتال في شمالي القطاع وفي خان يونس.
_التأكيد على أنهم سوف يستكملوا العملية البرية في منطقة رفح، وسوف يستكملوا مسار المواجهة مع حزب الله في جنوب لبنان “حتى يعود سكاننا بأمان إلى منازلهم”.
_ الاعتراف بالفشل حتى الآن من تحقيق أي انتصار جدي، حيث قال: “لا توجد انتصارات فورية. سوف نفوز، وسيكون الأمر طويلاً ومعقدًا. إنه لسوء الحظ يتضمن بذل الدم والعرق والدموع. لكننا سنفوز لأنه ليس لدينا بلد آخر، لأنه ليس لدينا خيار آخر. سوف ننتصر لأن الشعب الأبدي لا يخاف من طول الطويل”.
_ الدفع باتفاقيات لتطبيع العلاقات مع السعودية ودول أخرى بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، لأن ذلك قد يساهم في تقوية الكيان في مواجهة من سمّاه بالمحور الإيراني.
_ الإشارة الى أن التطبيع مع السعودية سيساهم في جلب من وصفها بجهات معتدلة تجعل من الممكن إلغاء حكم حماس في القطاع، واستبداله بجهات لا تمارس “الإرهاب” ولا تثقف عليه. لذلك فإن التطبيع الإسرائيلي السعودي سيتبعه توكيل الأخيرة بإدارة القطاع.
_ دعم وزارة الحرب في توجيهاتها. والإعلان عن نيته نقل اقامته الى “ياد مردخاي” في منطقة غلاف غزة.