2023-11-16
العربي الجديد
بعد ستة أسابيع من حرب الإبادة الجماعية والدمار الشامل في قطاع غزّة، أصبح من الواضح اليوم أن إسرائيل لن تستطيع أن تربح الحرب الدائرة، وأنها بدل أن تنال من إرادة المقاومة بتكبيد الشعب الفلسطيني خسائر فادحة في الأرواح والعُمران والممتلكات، تزيد من تصميم قادتها على مواصلة القتال، وتمنحها فرصة أكبر لتأكيد قوتها والتفاف الأحرار حولها، ليس في فلسطين المحتلة فحسب، وإنما أيضا في كل أنحاء العالم. وتبدو إسرائيل، في نظر معظم المراقبين، الآن أكثر من أي وقت آخر، مغروزة في رمال غزّة العميقة، لا تعرف كيف تتقدّم فيها ولا كيف تخرج منها.
نفق الحرب
تشير كل المعلومات إلى أن إسرائيل بدل أن تدخل في أنفاق غزّة قد دخلت في النفق الذي دخلت فيه من قبلُ جميع المشاريع الاستعمارية، فبعد أن أغلقت عليها القوانين العنصرية والتمحور الصهيوني على الذات أي فرصة لإقامة دولة واحدة تجمع العرب واليهود تحت قبّة الديمقراطية والمواطنة الواحدة، على الطريقة التي حُلّت بها أزمة نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، قوّضت سيطرة اليمين المتطرّف على حكوماتها المتعاقبة خيار الدولتين، وكان عربون ذلك الاغتيال المزدوج لراعييه الحقيقيين، ياسر عرفات وإسحق رابين. وبقضائها على هذا الخيار الأخير، وتبنّيها سياسة الفصل العنصري الذي كان أبرز تجسيده حصار غزّة وتحويلها إلى “غيتو مغلق” على سكّانه، سدّت تل أبيب على نفسها جميع الأبواب، لتجد نفسها اليوم من دون خيارات سوى “التطهير العرقي”، ومن ثم الحرب المستمرّة لإلغاء الشعب الفلسطيني من الوجود سياسيا، وإذا أمكن فيزيائيا.
والحال، عوض أن تضعف هذه السياسة الإبادية بالمعنى العميق للكلمة هذا الشعب، وتخرجه من الصورة، كما طمح اليمين المتطرّف الإسرائيلي، حثّته على العمل والاجتهاد، لتأكيد وجوده كما لم يحصل من قبل. وهذا ما جاءت لتبرزه في 7 أكتوبر عملية “طوفان الأقصى” التي نزلت نزول الصاعقة على هذه السياسة العنصرية، ووضعت إسرائيل من جديد في مواجهة أزمتها التكوينية، أي وجود شعب في الأرض التي طالما أكدت لنفسها وللعالم أنها من دون شعب، وذلك بعد أن اعتقدت أنها في طريقها لتحقيق هذا الحلم بتوقيع حكومات عربية عديدة اتفاقيات التطبيع والتعاون معها. من هنا، لم تنظر الحكومة الإسرائيلية، وربما أغلبية رأيها العام، إلى ما حصل في “7 أكتوبر” أنه ليس إخفاقا عسكريا وأمنيا فحسب، وإنما رأت فيه أيضا تهديدا وجوديا أعاد إسرائيل إلى يوم إعلان وجودها. من هنا، لم تعد حرب غزّة الحالية في نظرها مجرّد ردٍّ على “طوفان الأقصى” يعيد إلى “جيش الدفاع” هيبته وردعيّته، وإنما هو “حرب استقلال” ثانية. وقد أدرك الفلسطينيون مغزى هذا الإعلان، ونظروا إليه عن حقّ تهديدا بنكبة ثانية، أي بتهجير جديد مماثل للتهجير الأول الذي قامت عليه إسرائيل الراهنة.
هذا هو مضمون الحرب التي تدور رحاها على أرض غزّة، والتي تعني المشرق والشرق الأوسط بأكمله. ولا تُخفي إسرائيل أنها تخوض حرب إبادة شاملة، وأنه لم يعد أمامها، بعد تحرّرها من حلّ الدولتين ورفضها الدولة الديمقراطية الواحدة، سوى خيار واحد، هو الهرب إلى الأمام واستغلال هذه الفرصة لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي سعت إليه خلال العقود الطويلة السابقة على مراحل، أعني ترحيل الفلسطينيين ودفعهم إلى النزوح إلى الدول المجاورة مرّة واحدة وإلى الأبد. وبديل ذلك يعني الاعتراف بالهزيمة التاريخية والاستعداد لتفكيك منظومة الأبارتهايد والتطهير العرقي، والبحث عمّا كان يسمّيه ياسر عرفات، لتخفيف الصدمة على الإسرائيليين، سلام الشجعان، بينما كان يتعامل مع عصابة قتلة.
من هنا، لم يكن ترحيل الفلسطينيين من غزّة والضفة الغربية هدفا راهنا وجدّيا للسياسة الإسرائيلية في أي وقت كما هو اليوم. وهذا ما يفسّر طبيعة الحرب وتركيزها على تدمير غزّة بالكامل، وتجاوز كل المحرّمات، وعدم الالتفات إلى أي صوت غير صوت التصفية. وهو ما فهمته الولايات المتحدة وأكثر الدول الغربية الشريكة لإسرائيل في قطع الطريق على أي إنجاز فلسطيني يضعف إسرائيل، ويمسّ بوظيفتها الردعية الاستراتيجية إزاء الدول والحكومات العربية. وسيبقى هذا الترحيل والتطهير العرقي هدف الحرب، سواء نجحت إسرائيل في تدمير حركة حماس، وهو هدف بعيد المنال كما تشير إلى ذلك ستة أسابيع من الحرب وتخبّط الاستراتيجية الإسرائيلية، أو أخفقت فيه. بل إو فشلها العسكري في تحقيق هذا الهدف ايمكن أن يدفعها أكثر إلى الهرب نحو هدفها الرئيسي في إجلاء الفلسطينيين من غزّة، ليكون بمثابة إنجاز بديل حاسم، تقدّمه لرأيها العام الذي ينتظر تحقيقه منذ عقود مقابل هزيمتها العسكرية.
في بؤس الرد العربي
في هذه الحالة، سوف يتحوّل محور الجهد الإسرائيلي بالضرورة من القتال ضد “حماس” إلى الضغط، بجميع الوسائل، بما فيها العسكرية، على العرب لإكراههم على قبول الأمر الواقع الجديد، واستقبال الفلسطينيين على أراضيهم وتحرير إسرائيل من “عبء” القضية الفلسطينية ورمي مسؤولية معالجتها على العرب وحدهم. والواقع أن التحرّر من المسؤولية في استمرار المأساة برميها على العرب كان دائما أحد محاور النزاع العربي الإسرائيلي. وكان مطلب تل أبيب غسل الدول العربية يدها من القضية الفلسطينية، وترك إسرائيل تتصرّف بحرية. وهذا ما عنته أيضا، في أحد أبعادها الرئيسة، اتفاقات التطبيع التي زعزعتها عملية طوفان الأقصى. لكن مسار الحرب الراهنة سوف يقلب المعادلة تماما، فلم يعُد المطلوب أن يتخلى العرب عن دعم الفلسطينيين بأي شكل، وإنما أن ينخرطوا مع إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية وعلى حسابهم، حتى يمكن لإسرائيل أن تحظى بالسلام والاستقرار وتوسيع الاستيطان في الأراضي الجديدة، وتحويل إسرائيل إلى دولة عنصرية صافية، وتعزيز قوتها العسكرية والأمنية.
ليس من الصحيح القول، كما يتردّد الآن بين بعض المراقبين العرب، أن إسرائيل لا تملك تصوّرا لما بعد الحرب في غزّة. من لا يملك مثل هذا التصوّر هم الحكومات العربية التي تعتقد أنها بإعلانها عدم قبولها تهجير الفلسطينيين من غزّة والضفة الغربية إلى مصر والأردن قد قطعوا الطريق على إسرائيل وعلى الغرب المتمسّك بها قاعدة حربية مركزية أساسية لامبرطوريته العالمية لتحقيق هذا الهدف. ربما خدّرتهم العودة إلى الحديث عن حلّ الدولتين مستحيل التحقيق، والحال عكس ذلك تماما، فليس لإسرائيل وشركائها بديل آخر عن انهيار الحلم الصهيوني الغربي إلا رمي الفلسطينيين على العرب وتحرير إسرائيل من أزمتها الداخلية العميقة، إن لم يقبلوا بتفكّكها وزوالها القريبين. ولا يعني تراجع واشنطن عن ترحيل سكّان غزّة إلى سيناء بعد مناقشته جدّيا مع مصر أنها لن تعود إليه لتجنيب إسرائيل هزيمة تاريخية أمام الفلسطينيين، وبالتالي العرب، وتحميل هؤلاء، أي الطرف الأضعف في المعادلة، مسؤولية إيجاد حل للاجئين الجدد، واعتبار رفض العرب القبول بذلك بمثابة تعبير عن استمرار العداء لإسرائيل ورفض التطبيع الموعود معها، فليس لحديث الرئيس بايدن، السطحي والعابر، ومعه الجوقة الغربية المخادعة، عن هذا الحلّ أيّ قيمة، ولا يرتبط بأيّ التزام. وهو مستحيل طالما بقيت إسرائيل دولة عنصرية وقاعدة متقدّمة للنفوذ الأميركي والغربي وعصا غليظة تستخدمها مع الحكومات العربية والشرق أوسطية وإجبارها على السير وراءها وحسب مصالحها وإرادتها. وسوف يعود الحديث عن تعقيد المشكلة واستحالة تفكيك المستوطنات، بل وإطلاق موجة جديدة منها تحت رعاية هذه الدول نفسها، حالما تضع الحرب أوزارها، ويبرز حجم الخسائر الهائلة والدمار الشامل المادي والمعنوي الذي لا يمكن تعويضه، فالتماهي بين واشنطن وتل أبيب يتجاوز الأيديولوجية وعلاقة الصهيونية المسيحية بالصهيونية اليهودية، ويرتبط بالمصالح الاستراتيجية المتبادلة التي يمثلها التحالف أو وحدة الحال الأميركية الإسرائيلية. ترى المؤسّسة الأميركية المسيطرة في مشروع إسرائيل أو الدولة اليهودية تجسيدا حيا ومستمرا لـ”ملحمة” قيام أميركا البيضاء على أنقاض أميركا الهندية، كما ترى في العرب هنودا من مخلّفات القرون الوسطى، وحجر عثرة أمام قيام إسرائيل المتحضّرة والمتقدّمة حامية القيم الغربية المدنية والانسانية. أما إسرائيل، فترى في الولايات المتحدة النموذج والمثال لإرادة السيطرة والقوة الذي نجح من خلاله المهاجرون البيض الأميركيون في انتزاع الأرض وإقامة دولة أصبحت تتحكّم في العالم، كما تريد إسرائيل شريكتها أن تتحكّم في المنطقة، فهي دولة كانت وسوف تبقى استثنائية صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في شؤون المنطقة تماما، كما ترى أميركا نفسها الدولة الاستثنائية التي تقود العالم، وتفرض إرادتها على الدول الأخرى. وكلاهما يعتقد أن هذه السيطرة ليست حقّا مكتسبا بحكم التفوق في القوة، وهو ما يستدعي الاستثمار الدائم والمتزايد في تطوير وسائل التفوق والقوة، فحسب وإنما ضرورة حتمية لبسط النظام والانسجام بين دول هزيلة وناقصة السيادة لا تملك أي مؤهّل للمشاركة في القرارات الدولية أو حتى قيادة نفسها بنفسها.
من هنا، تنظر الدول الغربية إلى هزيمة إسرائيل أو خسارتها الحرب في المشرق والشرق الأوسط خسارة لها أيضا في العالم وتهديدا لنفوذها. وبصرف النظر عما يقال في الأحاديث والخطابات الدعائية، تعتقد واشنطن، تماما كما تعتقد تل أبيب، أن الحرب على “حماس” ما هي في الحقيقة إلا حرب على العرب، كما تعتقد أن عدم تعاون العرب في القضاء على “حماس”، وبالتالي القبول بترحيل الفلسطينيين واستقبالهم لديها يعكس عداءهم لها وتمرّدهم عليها، ولا يساهم في تحقيق السلام، بل هو رفض له تماما، كرفض التطبيع المجّاني مع إسرائيل.
حتى لا يتحوّل انتصار المقاومة الفلسطينية إلى هزيمة عربية
لقد خسر العرب جولة مهمة في الصراع الدائر، بتركهم غزّة تحارب وحدها وبأجساد أطفالها ونسائها وشيوخها في معركة تستهدفهم بالدرجة الأولى، فالحرب ليست غزّية ولا فلسطينية، وإنما هي قبل ذلك حربٌ على تقرير مصير الشرق الأوسط وتقليص هامش مبادرة دوله لعقود طويلة مقبلة. ربما كان السبب في هذا التراخي مبالغتهم في حجم نفوذهم الدولي وضخامة المصالح التي تجمعهم مع الدول الغربية، وفي مقدمها الولايات المتحدة، في مرحلة تحوّلات كبرى وإعادة صياغة للنظام العالمي. وربما كان خوف أكثر حكوماتهم على استقرارها واعتمادها في وجودها على هذه الدول، لا على تأييد شعوبها. فبدل أن يخلوا بأنفسهم ويناقشوا، قادة سياسيين وعسكريين، خطّة عملية للتأثير في مجرى هذه الحرب بشكل أو بآخر، ولمواجهة إسقاطاتها الراهنة والقادمة، حتى يجنّبوا دولهم وشعوبهم عواقبها، سعوا إلى تعويم مسؤولياتهم المباشرة في مؤتمرٍ فضفاض، لا يجدي نفعا كثيرا، لـ57 دولة إسلامية ليس لأكثرها أي مصالح في الانخراط في هذه المواجهة العربية الإسرائيلية، ولا قيمة تُذكر في هذه المسألة لأصوات معظمهم في الأمم المتحدة، ولا حتى لهذه المنظمة ذاتها التي عجزت عن إصدار قرار بوقف النار لم تعترض عليه سوى ثلاث دول: الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل.
ما بدر عن المؤتمر العربي الإسلامي أخيرا لمواجهة حرب غزّة وفلسطين، وما تُبرزه أحاديث الزعماء العرب لا يظهر إدراكا عميقا لحجم التحدّي الذي يواجه دولهم في المستقبل القريب، بالرغم من الانجاز الاستثنائي للفصائل الفلسطينية والانهيار المعنوي والسياسي والأخلاقي لإسرائيل وسياسة التواطؤ الأميركية أيضا مع انتهاك القوانين الدولية والحقوق الإنسانية. ويخطئ الحكّام العرب إذا اعتقدوا أن واشنطن حسّاسة لحجّة حتمية حل القضية الفلسطينية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة أو للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية الكبرى فيها، فالعكس هو الصحيح. لا تأخذ إسرائيل قيمتها وتتمتع بالدعم اللامحدود من الدول الغربية إلا لأنها تهدّد الأمن وتزعزع الاستقرار في هذا الشرق الأوسط، حتى تستطيع واشنطن أن تصطاد بسهولة في مائه العكر، وتحتفظ بهذه المصالح ضد إرادة شعوبها.
هُزمت إسرائيل في “طوفان الأقصى” وسوف تهزم في معركتها ضد فصائل المقاومة. لكن نجاح الفصائل الفلسطينية لا يعني بالضرورة وتلقائيا تسجيل نصر للعرب تجاه إسرائيل، فمن دون موقف واضح واستعداد لكل الاحتمالات لمنع تنفيذ إسرائيل والولايات المتحدة نكبة جديدة فلسطينية لقاء خسارتها الحرب، يمكن أن يتحوّلوا هم إلى كبش فداء للهزيمة الإسرائيلية التي ستكون منكرة بكل المعاني، ولا يمكن أن تغطّي عليها في نظر رأيها العام سوى هزيمة للعرب المتّهمين، على كل الأحوال ومهما كانت خياراتهم وسياساتهم، بالتواطؤ مع “حماس” وفلسطين ورعاية الإرهاب والعداء للسامية، ما داموا لم يقبلوا التسليم بالأمر الواقع والتطبيع المجاني مع تل أبيب والتعاون معها في تصفية القضية الفلسطينية. وسوف تدفع هزيمة إسرائيل أمام الفصائل إلى إلقاء مسؤولية حلّ هذه القضية على الدول العربية والضغط عليها، للتعاون من أجل القضاء على “حماس”، وبالتالي إلى نقل الحرب الداخلية في إسرائيل/ فلسطين إلى حرب عربية عربية.
ما هي خيارات العرب، وبشكل خاص الدول المحيطة بإسرائيل، والمهدّدة بأن تحمل عن تل أبيب عبء هزيمتها العسكرية والاستراتيجية التي تلوح في الأفق، وأن تحتوي عواقبها الوخيمة؟ ليس هناك ألف طريقة لمواجهة العدوان في أي زمان ومكان. الأساسي هو الاستعداد لمواجهة المخاطر القادمة، وذلك بوعي حقيقة التحدّي والإعداد لمواجهته، وهو ما يستدعي تنظيم القوى وتوحيد الإرادة والعمل المشترك ووضع خطة واستراتيجية لدراسة جميع الاحتمالات ومواجهتها. المهم أن ندرك أن من المستحيل أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة، ما لم تقيّد أيدي إسرائيل وتقلص أطماعها وتجهض مشاريعها الاستيطانية والتوسّعية. ومن الصعب أن يحصل ذلك إذا لم ينجح العرب في إظهار وحدتهم وقوة إرادتهم واستعدادهم للتضحية دفاعا عن حقوقهم، أي ما لم يُظهروا إرادة حقيقية في مواجهة العدوان، ووضوحا أكبر للأهداف، وتنسيقا أعمق للجهود، واستعدادا أقوى للدفاع عن مصالحهم، وفي مقدمها عدم التسليم بوجود نظام للفصل العنصري والعدوان الدائم في أرضهم ومنطقتهم. وهذا ما لا يمكن تحقيقه من دون اتّخاذ موقف قوي يفرض على إسرائيل والولايات المتحدة، والدول الأخرى المعنية بالأوضاع المشرقية وبمصالحها في المنطقة، أن تتحمّل مسؤولياتها، وتدفع ثمن خياراتها وسياساتها العدوانية. ومثل هذا الموقف لا يؤخذ بالبيانات ولا يُحسب بطولها، وإنما بما يتبعها من فعل. فقط الإرسال الفوري لقوافل المعونات والأدوية والمياه والوقود إلى غزّة المحاصرة، وتحمّل المسؤولية الجماعية عنها وخوض معركة فكّ الحصار الإنساني عن شعب غزّة ما كان سيجعل من اجتماع 57 دولة إسلامية حدثا، ويحول هذا التجمّع إلى قوة يُحسب لها حساب.