رجاء الناصر ـ مخلص الصيادي
مايو 9, 2023
نظرة تحليلية … مأزق الأيدولوجيا وامتحان السلطة 3 / 8
البعث العقائدي/ مدخل
من الشعارات كثيرة الترداد، أن حزب البعث العربي الاشتراكي، حزب عقائدي، تحكمه عقيدة واضحة ذات ثلاثة أبعاد: قومية، اشتراكية، تحررية، وأنه بهذه الصفة يتميز ويمتاز عن كل الأحزاب والحركات التي فرزتها الحياة العربية بعد الحرب العالمية الثانية.
وتأسيسا على هذا الشعار، بدأ الحديث والعمل ـ مع استلام السلطة ـ على تكوين” الجيش العقائدي”، فكانت دورات الكليات العسكرية منذ أن تسلم السلطة في سوريا والعراق خاصة بالبعثيين، وأقيمت المنظمات الشبابية والنسائية العقائدية، وهكذا في مختلف شؤون الحياة، لم يوفروا في ذلك أي جهاز حكومي استطاعوا تبعيثه، ووصل الأمر إلى حد تبعيث الجهاز القضائي، وكثرة تردد هذا الشعار جعلته يبدو وكأنه حقيقة بديهية لا تحتاج إلى برهان: إثبات أو نفي.
إن السؤال الذي لا بد من الإجابة عليه ونحن نبحث في عقائدية الحزب ينصب على منابع هذه العقائدية؟ ما هي عقيدة الحزب؟
العقيدة تبير عن موقف إيديولوجي شامل يتضمن: منهج التحليل والتفكير، ونظرية التغيير بكافة ابعادها: رؤية الحاضر والمستقبل، والأداة، والطريق، ومعالم المستقبل المنشود.
وإذا كان الوقوف على كافة جوانب “عقيدة الحزب” أمرا ضروريا، فإننا سوف نكتفي بما يلبي تغطية هذا الجانب، باعتبار كافة النقاط الأخرى التي وقفنا، وسنقف عليها في بنية هذا الحزب لها دور في الإجابة عن “عقيدية الحزب”.
في المنهج:
في بحث قدمه الأستاذ الياس فرح ـ أحد مفكري الجيل الثاني من البعث ـ إلى ندوة القومية العرية في الفكر والممارسة تحت عنوان * :
” القومية العربية والوحدة العربية من منظور البعث”، حاول جاهدا أن يصوغ نظرية البعث القومية، وأن يكشف بذلك عن أهم مستندات الموقف العقيدي، ومع أن ما قدمه يكشف مقدار الجهد النظري الذي بذله في هذه الصياغة، فمن الواضح أنه جمع الكثير من التناقضات، واضطر أن يقفز عن الكثير من المواقف والآراء، وأخيرا أسقط رؤيته على فكر الحزب، ليعطي هذا الفكر المنهجية التي يفتقرها.
* القومية العربية في الفكر والممارسة ـ ندوة ـ المرجع السابق ص 409
إنه تحدث عن “منهج فكر البعث”، واعتبر معالجة البعث للقضية القومية، وبالتالي لكافة قضاياه الفكرية يستند إلى ” المنهج الجدلي العلمي الشمولي”*، ودفع عبر هذا المنهج بمفهوم جديد للقومية، وأورد في بحثه عبارات ومفاهيم قومية “الشعوب المضطهدة”، وقومية ” الأمم الكادحة”، واعتبر أن ” التصور الطبقي للأمة هو أساس المفهوم القومي الطبقي الذي يشكل العنصر الجديد المكتشف في فكر البعث”. وتحدث عن ” جدل القومي والقطري”، في فكر البعث، وأقام هذا الجدل على قاعدة العلاقة بين العام والخاص.
ولسنا هنا في معرض نقد هذه الأفكار، وإنما في معرض رؤية مكانة هذه الأفكار من فكر البعث ذاته، ويبدو لنا أن ما قدمه الأستاذ فرح هو محاولة منه لسد النقص العقيدي المنهجي لدى البعث، أكثر من كونه عملية كشف عن منهج البعث، وكل من هو مطلع على فكر مؤسس الحزب ـ الذي لايزال إلى اليوم يمثل فكر البعث رسميا على ألأقل في جناحه العراقي ـ يعرف تماما أن كل هذه الصياغات والمفاهيم لا علاقة لها البتة بفكر الحزب، بل إن أكثرها لم يرد يوما على لسان المؤسس الذي استند إليه الأستاذ فرح باقتطاع عبارات ومواقف له، وحتى القلة التي وردت على لسانه فإنها قطت من سياقها العام في أحاديث المؤسس وحملت من المعاني ما لا تستطيع تحمله.
قبل هذا الجهد الذي بذله الأستاذ فرح قدم الدكتور منيف الرزاز كتابه ” فلسفة الحركة القومية العربية”، ومن خلال هذا الكتاب حاول جاهدا أن يؤصل نظرة البعث إلى القضية القومية، ولم يفته أن يعتبر ما يقوم به**:” محاولة لبلورة الفكر القومي العربي اليساري”، بلورة تعتمد أساسا، وتستمد أصلا مما أطلقه البعث، ولا سيما فكر مؤسسه ميشيل عفلق قبل أكثر من ربع قرن، من نظرية صافية وعميقة، وما وصل إليه هذا الفكر من خلال التطبيق والممارسة في ربع قرن من النضال، ووضع ذلك كله في إطار علمي متناسق”.
في هذا الكتاب يقوم الرزاز بعرض متقن لعلاقات ومفاهيم الفلسفة والتاريخ والمنهج العلمي، وصلة ذلك بالحياة*، ليخلص إلى ما دعاه بالمنطلق الثوري، وهو إذ يعطيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القومية العربية في الفكر والممارسة ـ ندوة المرجع السابق بدءا من ص 276
** منيف الرزاز: “فلسفة الحركة القومية العربية”، الخلفية الفلسفية، ص 9
صفة * “المنطق التاريخي الجدلي الثوري العلمي” فحتى يفرقه عن ” المنطق الجدلي التاريخي”، حيث ليس شرطا أن يكون هذا الأخير متضمنا بالضرورة المنطق الثوري، ودليله على ضرورة هذا التفريق ودواعيه ” حركة الماركسيين الأرثوذكس في المانيا قبيل الحرب العالمية الأولى، والأحزاب ” الديموقراطية الاشتراكية” في أوربا الراهنة، بل وكثير من الأحزاب الماركسية في بعض البلدان الصناعية المتقدمة حيث نرى كيف أن المنطق الجدلي التاريخي يستعمل هو نفسه لتبرير الابتعاد عن الموقف الثوري”**.
هذا المنطق الثوري: “الجدلي، التاريخي، الثوري، العلمي” هو منطق حزب البعث العربي الاشتراكي***.
* المرجع السابق ص148
** المرجع السابق ص 144
*** لسنا هنا في معرض تقييم هذا الكتاب، وإنما نتعرض إليه باعتباره محاولة لصياغة عقيدة الحزب، ولأن هذا هو همنا الأساسي، فإنه لا يفوتنا أن نضع ثلاث ملاحظات لها صلة ببحثنا:
الأولى: أنه في معرض حديثه عن المنهج الجدلي يضرب مثلا عليه، يحمل كل معاني التبرير للأخطاء التاريخية التي وقع بها الحزب في جانب تأييده للانقلابات العسكرية المتتالية في سوريا، وبالتالي يفقد هذا المنهج جوهرة الأصيل باعتباره منهجا نقديا، يقول المؤلف:” ولكننا لم نبين المراحل التفصيلية التي تقطعها الأمة في مسيرتها الطويلة، فتؤيد ـ في مرحلة قصيرة أشد ما تكون قصرا ـ حسني الزعيم مثلا في انقلابه على حكم اليمين الفاسد، ثم ما تلبث أن تؤيد انقلاب الحناوي ضد الطاغية الأهوج الذي وقع على اتفاقية الهدنة، ثم تؤيد الشيشكلي بدعواه أنه سوف يركز على الجيش لينقذ فلسطين، ثم نكتشف أن لا هذا ولا ذاك ولا من جاء قبلهم ولا من جاء بعدهم قربهم كثيرا من آمالهم” ص135.
الثانية: أنه يطرح بوضوح وحسم حتمية الارتباط بالفكر الحديث، والمقصود هنا الفكر الغربي الاجتماعي والإنساني، ويؤسس هذا لموقف على ظاهرتين: أن مشاكلنا الأساسية نتاج ردود فعل لوضع قائم في العالم الرأسمالي، وأن عالم اليوم نتيجة ثورة المواصلات والاعلام يكاد يكون واحدا. وهذ التوكيد يطمس حقائق علمية تتصل بالإنتاج العلمي والاجتماعي في المجتمع الغربي، تطرح هذه الحقائق الكثير من الشكوك حول صلاحية وحيدة هذه العلوم الإنسانية. والغريب أن الدكتور الرزاز أفرد الكثير من بحثه لتبيان ارتباط هذه العلوم باتجاهات المجتمع الذي نبعت فيه، وبالمواقع الاجتماعية لهؤلاء العلماء، ومع ذلك يطالبنا بأن نغرف من هذه المناهل، دون أن يلفت انتباهه أن الفكر الغربي قد دفع بعلومه الإنسانية: الفلسفة، والاجتماع، والتاريخ، والتربية … الخ إلى أرضنا العربية قبل قدومه العسكري بقرن على الأقل، وأن هذه العلوم هي التي خرجت أجيالا من المثقفين حافظت على الارتباط بالغرب بعد رحيل قوات احتلاله العسكرية. إننا هنا لا نقول بإغلاق نوافذ فكرنا، لكن أن نشرعها على النحو الذي يدعونا إليه، فإنه ليس من نتيجة لذلك إلا التغريب الكامل.
الثالثة: رغم تشديده على خصوصية البعث، وأسس النظرية “الصافية العميقة”، فإنه وهو يصوغ ما دعاه ب “المنهج الثوري” يقدم لنا النهج الماركسي، لكن بعد نقده الماركسيين الجموديين الذين حولوا الماركسية إلى “دوغما”، وبعد أن أجرة عليها ما دعاه ضمنائك استيعاب حقائق الواقع أي حقيقة القومية، ولسنا هنا في معرض الاعتراض على المنهج الماركسي، وإنما في معرض الاعتراض على صحة وواقعية النظرية ” الصافية العميقة” التي جاء بها البعث ومنهجه المميز.
حين تطبيق هذا المنهج سواء بصيغة وملاحظات “منيف الرزاز”، أو بصيغة ” الياس فرح” على المفاهيم التي تبدو راسخة وأساسية، وتشكل محور فكر مؤسس الحزب ميشيل عفلق، فإن النتيجة تبدو مخيبة للآمال، وعلى وجه التحديد في المسألة القومية، وأيضا في بقية المسائل على حد سواء.
إن الأستاذ عفلق يعتبر القومية شيئا أساسيا كالدين، وهي ليست مستحدثة، ولا تاريخية، ولا قديمة، ولا جديدة، إنها شيء مستمر في كل التاريخ، تكبو، وتنهض، لكنها لا تنشأ، وليست بحاجة لأية تعريفات، إنها روح قبل كل شيء، لذلك هي فوق المفاهيم، والنظريات، والتعريفات، ومن هذه النظرة فإن الإسلام كان مناسبة كشفت الأمة العربية من خلاله حقيقتها، وجوهرها لا أكثر، والإسلام لأجل هذا ليس هو صانع الأمة العربية، ولكنه شكل معبر عن عبقريتها.
على هذا المنوال يصوغ عفلق فكره ونظرته، ولسنا بحاجة إلى أدنى جهد لتبيان أنه ليس هناك أدنى علاقة بين” المنهج العلمي الجدلي الثوري الشامل”، وبين هذا الفكر.
إن مشكلة الأستاذ فرح والدكتور الرزاز، وكل مفكر بعثي يريد أن يعالج المسألة العقيدية في الحزب من زاوية منهجية أنه إذ يقف أمام فكر الحزب وتاريخه يجد أمامه عقبتين لا يمكن تجاوزهما إلا بإسباغ رؤيته الشخصية على عقيدة الحزب، واعتبار رؤيته هو هي العقيدة الحزبية ذاتها، وإلا بقطع وبتر وإهمال ما يتعارض مع رؤيته من فكر الحزب، وهاتان العقبتان هما:
أـ أن الحزب إذ أدخل إلى فكره، ومعتقداته، وإلى شعاراته الثلاثة: الوحدة والحرية والاشتراكية، مفاهيم جديدة وأفكارا جديدة، لم يختبر مدى تناسقها مع فكر المؤسس، أي فكر الحزب… هو لم يطلق المرحلة السابقة ويهجرها، حيث الموقف المثالي، والتبشيري، وحيث الديموقراطية التعددية، وحيث مفاهيم لاشتراكية البدائية. كل ما فعله أنه أضاف إلى القديم جديدا، وتعايش الإثنان في جسم الحزب، وفي تراثه، وأصبح هذا التراث يضم المتناقضات، وصار يمكن استخدامه للوقوف ضد حركة الوحدة العربية، وللوقوف معها، ولمد اليد للقوى الرجعية، وكذلك للقوى السياسية التقدمية، وللمطالبة بتعدد الأحزاب، وحرية التعبير والاجتماع، ولممارسة سياسة الحزب الواحد، للوقوف في وجه التسوية الاستسلامية للقضية الفلسطينية، وللوقوف معها.
ب ـ ونتيجة للعامل الأول فإن الحزب ـ ويبدو أنه انفرد بذلك ـ لا يملك تاريخا مكتوبا معتمدا عليه من قبله، ولعل المؤتمر القومي السادس للحزب المنعقد في دمشق بعد سيطرة البعث على السلطة في كل من سوريا والعراق انتبه إلى هذه الحقيقة فأصدر توجيها يشير إلى ضرورة* “إعادة النظر في كل ما كتب سواء نشر منه داخل الحزب أو خارجه، على ضوء ما يقرر الآن في مؤتمرنا القومي لجعله منسجما مع التطورات الفكرية الجديدة”
*الدندشلي: مرجع سابق ص350
إن أهم تطور على مستوى فكر الحزب كان ذلك الذي حدث في المؤتمر السادس، حيث أقر ما دعي ب ” التقرير العقائدي”، ويغيب عن أولئك الذين يستندون إلى هذا التقرير في دعم عقائدية الحزب ـ كما فعل الأستاذ الياس فرح ـ أن مؤسس الحزب كان قطب الهجوم على هذا التقرير، واعتبره تسللا * ” سياسيا، وايديولوجيا”، من قبل الشيوعية على الحزب.
وإذا كان معلوما أن كلاً من الرزاز وفرح يقفان إلى جانب القيادة المؤسسة للحزب، وبالتالي معنيان بأن يجدا لدراستهما سندا من أفكار المؤسس، فإن حزب البعث في سوريا حين اتخذ موقف الرفض من “القيادة التاريخية”، ونعتها باليمينية، لم يعد بحاجة إلى هذا السند، ومع ذلك فإنه يبدو على نفس الدرجة من الضعف في تبيان عقائدية الحزب ومنهجه.
ومن متابعة مواقف وآراء البعث السوري في سد هذه الثغرة، وتغطية هذا القصور، فإننا نكتشف طريقة جديدة، وملفتة للانتباه لأنها تكشف بدقة كم هو الحزب فقير في هذا الجانب.
لقد كان للحزب في مصر وجود، وكان من ضمن الحزبيين المصريين المفكر العربي الدكتور عصمت سيف الدولة، وهو الذي أغنى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في المقدمة منها كتاب “أسس الاشتراكية العربية”**، وكتاب “نظرية الثورة العربية”***.
والذي يطالع هذين المؤلفين يدرك أن هناك خطوط اتصال فكرية في عدد من جوانب النظرة الفكرية لهذا المفكر في هذين المؤلفين مع فكر ميشيل عفلق، لكن الأمر لا يتعدى هذه الحدود، وفي كل ما كتبه الدكتور سيف الدولة لم يأت على ذكر الالتزام بالحزب، أو مرجعية الحزب في مؤلفاته.
ومع ذلك، ونتيجة الفقر الكبير في فكر الحزب فإن ” مكتب الاعداد الحزبي” التابع للقيادة القطرية في سوريا أصدر طبعة من كتاب ” نظرية الثورة العربية” للدكتور سيف الدولة تحت عنوان ” منهاجنا في الفكر القومي، ووضع لهذا الإصدار مقدمة غريبة في طبيعتها، ومحرجة للحزب ـ العقائدي ـ إلى أبعد الحدود في دلالاتها…جاء فيها*:
*الدندشلي: المرجع السابق ص 350 ـ 351
** الدكتور عصمت سيف الدولة: أسس الاشتراكية العربية، الدار القومية للطباعة والنشر القاهرة ـ 1965
*** الدكتور عصمت سيف الدولة: نظرية الثورة العربية، دار الفكر، لبنان 1971
” منذ ما يقرب من نصف قرن، والنضال العربي يخوض معاركه الظافرة جينا، والمنتكسة أحيانا أخرى، تحت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية، ووفق منهج
التجربة والخطأ، ذلك المنهج الذي تحقق تحت لوائه لحركة النضال العربي كثير من الإنجازات، لكنه لم يكن ولن يكون عاصما لها من النكسات، الذي تؤكده محصلة خبرات الواقع.
لهذا بقي الشعور لدى المثقفين والمناضلين العرب يزداد حدة بالحاجة إلى منهج علمي، ونظرية محددة للثورة العربية، تصلح محورا يلتقي عليه المناضلون العرب، ويحتكمون إليه عند تباين الاجتهادات.
وحزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، حاول منذ تأسيسه أن يطرق باب الاجتهاد في بناء مثل هذه النظرية، وكانت أدبياته، وأساليب عمله النضالية، ومواقفه الفكرية والسياسية من مختلف القضايا التي طرحها الواقع العربي على الفكر العربي المعاصر، كانت كلها محاولات جادة لشق الطريق نحو بناء نظرية العرب القومية، ومنهجهم في التفكير.
والدكتور عصمت سيف الدولة أحد خريجي مدرسة الحزب في مصر العربية منذ الخمسينات، وأحد البارزين من مفكري القومية العربية المعاصرين، كان له شرف الريادة في محاولة صياغة منهج ونظرية الثورة العربية، صياغة علمية ترشحها لتكون بديلا لمختلف المناهج، والنظريات، التي توزع ولاء القوميين العرب، وتحول
بينهم وبين تحقيق الوحدة الفكرية، كمقدمة لازمة لوحدة حركية قادرة على مواجهة مشكلات الواقع العربي، ومستقبله، وقدد ألف الدكتور عصمت سيف الدولة في هذا الموضوع كتابين هما : ” أسس الاشتراكية العربية” و” نظرية الثورة العربية “ونحن في هذا الكتاب نقتبس من آراء المؤلف ما نعتقد أنه يشكل مادة جيدة للتثقيف الحزبي في شرح وتوضيح أهداف القومية بالوحدة والحرية والاشتراكية، ونرجو أن ينال ذلك اهتمام رفاقنا الموجهين الثقافيين للفرق الحزبية، ومدراء ومدرسي معاهد الاعداد الحزبي في مستوياتهم المختلفة، كما نرجو أن يكون هذا الكتاب زادا لمناضلي حزبنا على طريق بناء ثقافتهم الحزبية”.
وليس هناك من تعليق يمكن أن يبرز أزمة العقيدية، والمنهج عند حزب البعث كما فعلت هذه المقدمة.
*مكتب الإعداد الحزبي ـ القيادة القطرية ـ دمشق، منهاجنا في الفكر القومي ص 5 ـ 6