أ. نجدت نصر الله
أهذي النار نحن لها وقود
وهذا الظلم ليس له حدود
وهذا الليل طال بلا انقضاء
كأن القيد في قدم قيود
بنا التاريخ أبحر في مضيق
وسار بنا ونحن له جنود
وطفنا في بلاد الله حبا
فأشرق فجرنا ونمت ورود
حضارات سقتنا من لماها
لها بالرحم لو سكتت ركود
عثرنا في خطانا إذ عثرنا
فغابت عن مرابضها الأسود
ببابل كنا لم نحفل بروما
على أكتافنا خفقت بنود
غزاة الأرض ما زالوا غزاة
فهل ننسى وما نسي الهنود
وهل للقادسية قدس ذكرى
وطيب الذكر مرتعه جهود
زمان القهر خلف فينا جرحا
وقد نزفت بمعصمنا القيود
أزال الحاقدون ربيع حلم
فأمحلت السواعد والزنود
وجذر الحلم يحيا دون نقص
وإن قصدته في قصف رعود
تراب الأرض ريحان وتبر
ثوى فيه الأوايل والجدود
فيا أرض العطاء أفيقي قوما
إذا نهضوا تجددت العهود
أفيقي من مهاجعنا سرايا
لعل الذكرى تكسوها البرود
أفيقينا فقد نمنا طويلا
كأهل الكهف أشباح رقود
كفانا ما حصدنا من مرار
وقد نضبت مع الدمع الخدود
رمانا الدهر في أشداق كرب
فحارت في مصائرنا المهود
فهل ثأر لهذا الدهر فينا
ونحن بكل محراب سجود
تناثر درعنا فحضنت قلبي
وهل دون الدروع لنا وجود
مكثت على الرصيف وطال مكثي
ولم يسعفني في مكثي شهود
أأهبط ثم أصعد لست أدري
وهل بعد الهبوط
لنا صعود
حزنت رأيت أخلاقا تردت
كأن القرب للناجي بعيد
قلاع الحق حاصرها رعاع
لهم بالبغي والفوضى رصيد
غرابيب تعود إلى خراب
فيقفو خطوها زمر عبيد
دمار تنفر الغربان منه
وتقتيل وتهجير فريد
مكثت على الرصيف وطال مكثي
وما بالمكث تعتدل الدروب
لنا في كل يوم كربلاء
زلازل لم تزل رغما تسود
بدت أعلام عيد الأضحى تعلو
فهل للثكلى والأيتام عيد
رياض الله للشهداء فاحت
ونور الله للشهداء عيد.
نجدت نصرالله
الريحانية
مع الاعتذار الشديد عن التعاطي مع بطاقات العيد.