تأليف من جابرييل تيترو فاربر وإيما فارج
10 / 7 / 2023
مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يناقش مشروع قرار يخص واقعة حرق المصحف بالسويد © Thomson Reuters
من جابرييل تيترو فاربر وإيما فارج
جنيف (رويترز) – من المقرر أن يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مسودة قرار مثير للجدل بشأن الكراهية الدينية في أعقاب حرق نسخة من المصحف في السويد، وهي مبادرة سلطت الضوء على الانقسامات في المجلس ولا تتسق مع ممارساته لحماية حقوق الإنسان.
ووصفت مسودة القرار – التي قدمتها باكستان بالنيابة عن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة – واقعة حرق نسخة من المصحف في ستوكهولم الشهر الماضي بأنها “عدائية وتنم عن عدم احترام وعمل استفزازي صريح” يحرض على الكراهية ويشكل انتهاكا لحقوق الإنسان.
وأثارت المسودة معارضة دبلوماسيين غربين يقولون إنها تهدف لحماية الرموز الدينية وليس حقوق الإنسان، وتدين المسودة “الوقائع المتكررة لحرق نسخ من القرآن الكريم علانية في بعض الدول الأوروبية وغيرها”.
وقال دبلوماسي غربي “لا يعجبنا النص … من المفترض أن تتعلق حقوق الإنسان بالأفراد وليس بالأديان”، ومن المقرر طرح مشروع القرار على مجلس حقوق الإنسان في جنيف يوم الثلاثاء.
وتثير مبادرة منظمة التعاون الإسلامي حالة من التوتر بين دول الغرب والمنظمة في وقت تحظى فيه بنفوذ غير مسبوق في المجلس، وهو الهيئة الوحيدة المكونة من حكومات المنوطة بحماية حقوق الإنسان في أنحاء العالم.
ويحق لتسع عشرة دولة في المنظمة التصويت على قرارات المجلس المؤلف من 47 عضوا، وقد أيدت دول أخرى مثل الصين مسودة القرار.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت باكستان ستنجح في حشد جميع دول منظمة التعاون الإسلامي خلف المسودة. وفي عام 2021 نجح مسعى قادته السعودية لإنهاء تحقيق عن جرائم حرب في اليمن.
وقال مارك ليمون مدير مجموعة الحقوق العالمية ومقرها جنيف “إذا تمت الموافقة على القرار، كما يبدو مرجحا، فهذا من شأنه أن يعزز الانطباع بأن المجلس يبدل مواقفه وأن الغرب يفقد ثقله في النقاشات حول القضايا الأساسية مثل الحدود الفاصلة بين حرية التعبير وخطاب الكراهية وما إذا كان للأديان حقوق”.
وتابع “قد تدفع حدة الخلافات بالمجلس إلى الهاوية”.
وحث الاتحاد الأوروبي الأطراف على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن المسألة.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي في مفاوضات عقدت الأسبوع الماضي “ازدراء الأديان كان موضوعا صعبا لعقود داخل الأمم المتحدة”.
وأردف “مسألة رسم حدود فاصلة بين حرية التعبير والتحريض على الكراهية هي بالفعل أمر في غاية التعقيد”.
(إعداد ماهيتاب صبري للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
لا شك أن هناك موجة إلحاد بدأت تتصاعد، وهي لست بنت اليوم، أو بنت هذا الحدث وما سبقه، وإنما بدأت تظهر داخل مجتمعاتنا منذ سنوات ليست بالقليلة، وقد تكون ترافقت أو ولدت في موجة التوجه العام عندنا للالتحاق بالغرب وقيمه واهتماماته، وموجهاته.
وهذا التوجه بالهجوم القذر على أقدس ما يملكه المسلم وهو كتاب الله، يعكس مفهوم وفكرة ” الصدمة” التي يراد منها إحداث رد فعل نفسي ومادي عميق يأتي على جذور الاعتقاد، ويضرب بقوة في أساس الاجتماع “المجتمع”.
ما نراه حقيقي، وما هو تحت السطح أوسع وأخطر، يجب التوقف عنده، ومعرفة أسبابه، وأن لا نكتفي في النظر إليه باعتباره “فعلا من خارج”، وإنما المطلوب فهم وتحليل البيئة التي ولدت هذه الموجة والمستوى من الخلل والانحراف.
وأضيف هنا منبها إلى أن الفيديوهات المنتشرة حرصت على إظهار رد الفعل “المسؤول، العاقل” لروسيا وللرئيس الروسي، في مقابل ردود الفعل المتهاونة والمستفزة للقادة الغربيين، الذين تستروا بستار “حرية الرأي”، وهو ستار مهترئ، ومصطنع يسقط مع أول تدقيق أو اختبار له.
ولمعرفتي بطريقة عمل “الدعاية الروسية”، فإني أخشى أن يكون القصد الروسي منها تجميل صورة بوتين والنظام الروسي الذي ظهرت بشاعته كنظام عدواني، وحليف لوى الاستبداد والقتل والطائفية في سوريا أولا، ومن ثم في أوكرانيا. وقبل هذا له في الشيشان.
ويبدو أن ظهور بوتين وبيده القرآن الكريم مبجلا، هو مشهد من مشاهد تلك الدعاية الروسية.
ولن أتحدث هنا عن تواضع رد فعل النظام العربي، فهو ضعيف ومتهاون إلى درجة تشي بدور هذا النظام في تفشي ظاهرة الإلحاد والتطاول على الدين ورموزه ومقدساته. وقد نرى مظاهر هذا الدور فيما تشهده العديد من فضائياتنا، ووسائل إعلامنا من تهجم على وتبخيس لكل نتاج أمتنا الحضاري منذ اشراق هذا الدين، ولكل رموز هذا الاشراق الروحية والفكرية والشخصيات الرمزية الموحية. ويجري هذا كله متسترا بستار مشابه من حرية الرأي وحرية البحث، وحرية النقض.
د. مخلص الصيادي