© صحيفة عاجل الالكترونية
الأربعاء 17 مايو/ أيار 2023
توضيح حول مبدأ معدل الربح في الصيرفة الإسلامية.. التفاصيل والآليات
يتزايد اللجوء إلى الخدمات المصرفية الإسلامية بشكل ملحوظ في أوساط الكثيرين من المتعاملين مع البنوك والذين يرغبون في التعامل بالمبادئ التي أقرتها الشريعة الإسلامية أثناء إجراء معاملاتهم المالية حيث تعتبر الصيرفة الإسلامية منهجية مالية مستقلة بذاتها، تستند في جوهرها إلى الشريعة الإسلامية، والتي تعتمد بدورها على مبدأ تقاسم الأرباح والخسائر.
لذا فمن المهم فهم تفاصيل الأنشطة المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ومفهوم نسبة الربح باعتباره بديلاً لنسبة الفائدة في الصيرفة التقليدية.
لذلك، ستُناقش هذه المقالة أبرز الفروق بين مصطلحي أسعار الفائدة ومعدلات الربح، بهدف تقديم فهم أعمق للآليات التي تستعين بها الخدمات المصرفية الإسلامية لضمان الامتثال لمبادئ الشريعة الغرّاء.
ونبدأ أولا بتوضيح ما هو مبدأ تقاسم الأرباح والخسائر في الصيرفة الإسلامية
يُعد مبدأ تقاسم الأرباح والخسائر أحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها النظام المالي الإسلامي، والذي يؤكد على أهمية تقاسم المخاطر والأرباح بين البنك والعملاء. الفكرة هنا هي أن البنك يلعب دورا نشطا في الشراكة، لذا يتحلى بقدر أكبر من الحكمة في تخصيص الأموال للاستثمارات الأكثر نفعا، وذلك في مقابل الاستثمارات التي تقوم على أساس الفائدة التقليدية.
يتم توزيع الأرباح والخسائر وفق هذا النموذج بشكل نسبة وتناسب ويعتمد على مقدار مساهمة كل طرف، ما يجعلها قسمة عادلة لكلً من البنك والعميل.
فكيف يتم حساب معدل الربح؟
على عكس البنوك التقليدية التي تتقاضى فائدة ثابتة، تحسب البنوك الإسلامية معدل الربح على أساس المكاسب المحققة من الاستثمارات حيث يتفق البنك والعميل على نسبة التوزيع بشكل مُسبق، مما يضمن شفافية العلاقة طوال رحلة الاستثمار. هذه النسبة هي التي تُستخدم في حساب النسبة المئوية من الأرباح التي يحصل عليها المستخدم النهائي.
وماذا يعني التمويل المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية؟
تُصنف الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية باعتبارها منتجات أو خدمات متخصصة تتبع قواعد الصيرفة الإسلامية. المبدأ الرئيسي هنا هو عدم الاستثمار في المجالات التي تعتبر محظورة وفقًا للتعاليم الدينية. يشمل ذلك حظرًا صارم على كسب أو دفع الفوائد الربوية بأي شكل من الأشكال.
وكيف يعمل تمويل المرابحة؟
يعتبر تمويل المرابحة أحد أنواع التمويل الإسلامي الذي يتضمن إجراء معاملة بيع بينك وبين البنك ويختلف الأمر عن التمويل التقليدي القائم على الفوائد المصرفية، حيث في حالة المرابحة لا تدفع أي فائدة مقابل الحصول على التمويل وإنما بدلاً من ذلك، يشتري البنك الأصل الذي تريد اقتنائه نيابةً عنك، ثم يبيعه لك بسعر أعلى من سعر الشراء لتستفيد في هذه الحالة من سداد المبلغ الأصلي مُضافا إليه أرباح البنك على أقساط مريحة. وستلاحظ أن المعاملة هنا تعتمد على الأصل محل الشراء، كما تتقاسم أنت والبنك مخاطر التمويل ومن بين الأمثلة المشهورة على المرابحة ما يطلق عليه التمويل الإسلامي لشراء السيارات.
فهل الصيرفة الإسلامية متاحة لغير المسلمين؟
أحد المفاهيم الخاطئة والشائعة في نفس الوقت هو أن الخدمات المصرفية الإسلامية تقتصر على المسلمين فحسب. حقيقة الأمر أن مبادئ الصيرفة الإسلامية متاحة لأي شخص يرى في الخيارات المصرفية المتوافقة مع الشريعة أكثر أريحية بالنسبة له.
والجدير بالذكر أن السنوات الأخيرة شهدت مساهمة متزايدة لهذه النوعية من الخدمات الاستثمارية في إطار صناعة الخدمات المالية بشكل عام. وعلاوة على ذلك، تتماشى مبادئ الصيرفة الإسلامية والمسؤولية الاجتماعية للاستثمار مع الاتجاه المتزايد نحو إتباع ممارسات مصرفية مستدامة وتتحلى بالمسؤولية حيث يجتذب المنظور الفريد القائم على تقاسم الأرباح والخسائر العديد حتى من غير المسلمين الذين يبحثون عن طرق بديلة لاستثمار أموالهم.
وتوفر الخدمات المصرفية الإسلامية، والتي تعتمد على مبادئ الشريعة وتستند إلى مبدأ تقاسم الأرباح والخسائر خياراً موازيا للخدمات البنكية التقليدية وفي هذا السياق، من الضروري فهم الفروق والخصائص الدقيقة للصيرفة الإسلامية ومفهوم معدل الربح والذي ألقينا عليه نظرة سريعة في هذه المقالة كما سلطنا الضوء على كيفية التزام مؤسسات الصيرفة الإسلامية بمبادئ الشريعة الغراءّ.