لوحة كاملة
لا يمكن فهم لوحة من النظر إلى جزء منها
ولا فهم كتاب من قراءة صفحة منه
ولا معرفة أحداث مسلسل من متابعة حلقة منه
بل ارجع إلى البدايات وانظر للوحة ككل وإلى الكتاب جميعا ً بكليته
ستجد أن ما يحدث اليوم هو حلقة من حلقات مسلسل طويل
بدأ من استيلاء المقبور ثم توريث ابنه الفار لبلد عظيم ذي تاريخ مجيد وتحويله لمزرعة حراسها الأقليات وأعانهم بعض الأرذال من فاقدي الدين والنخوة والشرف والإنسانية من المحسوبين على الأكثرية، فلم يراعوا حرمة للغالبية ولم يحفظوا لهم كرامة
ولم يكن لهم بمعاملتهم معهم عهد ولا ذمة
فاستباحوا الدماء وسرقوا البيوت والأراضي واستحلوا الأموال
فقتلوا وسلبوا ونهبوا وأذلوا وأفقروا وجهلوا
وذلك على مرآى من العالم كله ومسمع
وكان انتهاكهم انتهاكا ً منظما ً مدروسا ً
وكان قانونا مسنونا ً وشريعة وعقيدة متبعة
وقد استعانوا على أبناء بلدهم أصحاب الأرض
بالعدو الغاشم السفاح القاتل من خارج الحدود
فلم تبق مليشيا طائفية إلا وأدخلوا لتروي ظمأها من دمائنا
وتقضي نهمتها من الإجرام بنا
معتمدين على الكذب والتلفيق وتزوير الحقائق وكيل التهم للأبرياء …….
ثم مكن الله الأكثرية منهم
ووقف ابن المقتول أمام قاتل أبيه وامه وابنه
الذي دمر بيته وهجره في الخيام أكثر من عشر سنين
فأغمد سيفه وأنزل بندقيته وقال: عفا الله عما مضى
تعال يا قاتل أبي وأخي وابني
تعال يامن أقصيت وهجرت ودمرت
تعال يامن عفشت وتعاليت واستكبرت
تعال يامن استعنت علينا بإيران وروسيا وحزب اللات
تعال يا من ألقيت البراميل ومحوت البلدان
تعال يامن خنقت الآلاف بالكيماوي
تعال يامن هدمت العمران وعمرت السجون
تعال يا صاحب المكابس والمناشر
تعال يا مغتصب النساء وقاتل الأطفال
تعال يا مجرم الحرب الذي تبرأت من وحشيته سباع الأرض
تعال يا عديم الشرف والنخوة والدين والإنسانية
تعال لنفتح صفحة جديدة
بشرط :
أن تلقي سلاحك وتتبرأ من عدونا وعدو شعبنا وأمتنا
وتغير طريقة حياتك
فلا استكبار في الأرض بعد اليوم
ولا فرض أتاوات على الناس ولا ظلم ولا محسوبيات
وأعد ما سرقت لأهله وتب واندم على فعلك
حتى نستطيع النظر في وجهك ونتقبل عودتك
فما كان منه إلا أن آوى القتلة المجرمين
ثم رفع راياتهم وهتف بأمجادهم ونادى بدولتهم وأعلن الولاء لهم
ثم حمل السلاح ونصب الكمائن وقتل من رحمه
وعض اليد التي مدت إليه
مستقويا ً مرة أخرى بأعداء البشرية
من وعدوه بالسلطة وأغروه بالمال
فعاد إلى طبيعته الكلبية وهز ذيله لمن ألقى إليه عظمة
وكشر عن أنياب الغدر
وباع شرفه ودينه لحزب اللات وفلول الفار ولكل خائن خبيث
وجند الكذابين والمفبركين والنواحات على وسائل التواصل
وقتل وقنص وارتكب الجرائم والمجازر
وعاد إلى مكره وخداعه فظهر وجهه الحقيقي كشيطان لعين
ماكر حاقد خبيث
وما استحمروهم إلا ليضعوا العصا في عجلة البناء بعد الاستقرار والإبقاء على الجوع والفقر والجهل
مستنقع تذوب فيه الفضائل وتمحى منه القيم وتفنى فيه الحضارات وتتلاشى فيه الأمم
فيسعد بذلك الأعداء وينتصرون من غير قتال
ولكن نسوا أن شعبا ً استنشق الحرية والكرامة لن يعود إلى العبودية ما بقي فيه عرق ينبض
فلن نبكي على يد قطعت لأنها آذت السوريين
ولن نحزن على جيفة فطست لأنها حاربت السوريين
ولن ننسى ….
و الله من ورائهم محيط
إن ينصركم الله فلا غالب لكم
وما النصر إلا من عند الله
ولينصرن الله من ينصره
ولتعلمن نبأه بعد حين
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
المعركة الآن إعلامية بامتياز
يا أيها السوريون الأحرار: إياكم أن توفروا كلمة يمكن أن تقولوها أو تنشروها، هنالك عمل خطير جدّاً لأجل قلب الحقائق، وتشويه صورة الدولة، و إظهار صورة رجال الأمن الشرفاء بصورة المعتدي، وهم الذين استُشهد منهم المئات لأجل حفظ أمن البلاد .
فيا أيها السوريون في كل مكان خصوصاً في أمريكا وأوروبا: استنفروا خصوصاً هذه الليلة وغداً، اكتبوا، وارفعوا صوتكم وتكلموا وانشروا الحقائق، و دافعوا عن بلدكم الذي يحتاجكم اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لا تدعوا الإعلام المُزيّـف يكسب المعركة ويقلب الحق باطلاً، لا عذر اليوم، والصمت خذلان وخسران، اكتبوا وانشروا وشاركوا واستنفروا لا تستهينوا بالكلمة ولا تفرّطوا، فمئات الرجال في دولتنا استُشهدوا خلال اليومين الماضيين لأجلنا لأجل بلدنا لأجل سوريتنا، فلا تخذلوهم ولا تخذلوا بلدنا التي تحتاج اليوم صوتكم وكلماتكم.
ملاحظة مهمة جدّاً: هذا المنشور ليس للإعجاب، بل هو للنشر والمشاركة لأجل أن يرى العالم ويسمع حقيقة الوضع في سورية.