محمد أبو صلاح
إذا اشتكى جارٌ، تألَّمَ موطني
فجرحُ الشقيقِ يُصيـبُ فيـضَ جَناني
ما نحنُ إلا جسـدٌ فـي وحـدَةٍ
إنْ ساءَ عضوٌ، اعتلَّ كلُّ كِيـانِ
لبنانُ لا يحيا إذا ضاعتْ يداهُ
فدمشقُ نبضُ القلـبِ فـي الشّريـانِ
والقدسُ روحُ الحُرِّ، دربُ جهادِهِ
ومِدادُهُ، وهُوَ الكفاحُ العـانِ
وغزّةُ الصبرِ الأسيرُ بجُرحِها
هلْ مِنْ مَـدىً، والنُّورُ فـي الأكفـانِ؟
ومِصـرُ أمُّ المجـدِ، صـرحٌ شامِـخٌ
وإذا نهضـتَ تَشُـعُّ فـي الأوطـانِ
وفي الرُّبى عمّانُ يعلو مجدُها
صرحًا يُردِّدُهُ صـدى الأزمـانِ
فالأردنُ درعُ المجدِ، سورُ كرامةٍ
ويدٌ تُمَدُّ لنُصـرةِ الإخـوانِ
نحنُ الجبالُ إذا تسانَدَ ركنُها
لا الريحُ تُفنيها ولا الطغيانِ
إنْ يعتلِلْ جارٌ، فكلِّي سُقمُهُ
أو ينهضِ الشبلُ الفتيُّ، أراني!
لا تستقيمُ ديارُنا إنْ فُرِّقَتْ
بلْ بالمودّةِ ليُعمَرِ البنيانِ
فلْنُدركِ الدرسَ القديـمَ، ونرتقِ
ما فرّقَتْهُ مكائـدُ العُـدوانِ!
– الشاعر توفيق زياد
علّقونا أمةً كاملةً فوق الصليب
علّقونا فوقه –
حتى نتوب
هذه النكسة ليست
آخر الدنيا ..
ولا نحن عبيد
فامسحوا أدمعكم
وادفنوا القتلى
وقوموا من جديد
أيها الناس الحزانى
أنتم الدنيا
وأنتم منبع الخير الوحيد
أنتم التاريخ
والمستقبل الباسمُ
في هذا الوجود
فتعالوا
نشبك الأيدي يالأيدي
ونمشي في اللهيب
فغدُ الأحرار إن طال
وإن طال قريب ..