المحامي الدكتور احمد العثمان
رغم توقف حركة الطيران المدني في فلسطين المحتلة فإن حركة الهجرة المعاكسة للصهاينة إلى مواطنهم الاصلية عبر البحر بواسطة اليخوت لم تتوقف، للهرب إلى قبرص ومن ثم إلى دولهم، يذكر أن الهجرات المعاكسة على عدة انواع نذكر منها:
النوع الاول: هجرة دائمة دون رجعة، تشمل اليساريين الليبرالية المعتدلين، وخاصة العلماء والمفكرين الطبقة المتوسطة، وأصحاب رؤوس الأموال، لان كل منهم لديه موطن أصلي يحملون جنسيته، وأن هجرتهم الاولى إلى فلسطين المحتلة نتيجة الإغراءات المادية، ولم يكن لهجرتهم أية صبغة دينية، وبقائهم في فلسطين بدافع المنفعة المادية وحسب، فإذا تهددت مصالحهم عادوا إلى بلادهم مع قناعة تامة بعدم العودة إلى الكيان ثانية.وان الحروب التي يقيمها ائتلاف الحكومة المطرفة دون أهداف سياسية واضحة، عدا تمسك الائتلاف بالحكم واتخاذ القرار بدافع اديلوجي لا يراعي أهدافهم ودون امل في كسر الطابع المتطرف للحكومة الصهيونية على المدى المتوسط، يجعل قرار الهجر دون عودة هو القرار الصائب بالنسبة لهم.
النوع الثاني: هجرة معاكسة دون عودة مع مناهضة للصهيونية. وهو اخطر أنواع الهجرة على الصهاينة، حيث أن عدد من اليهود الشباب من أصول غربية تدربوا في بلادهم على مراعاة حقوق الإنسان واحترام القانون الدولى الإنساني، وهم قد هاجروا إلى فلسطين المحتلة بسبب الدعاية الصهيونية الإمبريالية بالمظلومية للشعب اليهودي، وما ان تعرفوا على حقيقة الكيان عن قرب، وممارساته المنحرفة والمناهضة لحقوق الإنسان بكافة أشكاله، و الوغول في دم الابرياء، حتى ينقلبوا على هذا الكيان و ينأوا بانفسهم عن الانغماس بسلوكه غير القانوني وغير الأخلاقي، وهؤلاء لا يهاجرون من الكيان بشكل نهائي دون عودة وحسب بل يبدأون بمناهضة الكيان الصهيوني، وهؤلاء عادة يكونوا من الشباب المتحمسين لمبادئهم لهذا فانهم بعد ترك الكيان ينشط منهم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وينخرطون في منظمات حقوقية تنتصر لحقوق الإنسان أو ينشؤون منظمات حقوقية مناهضة للصهيونية، بل كنا نتلقى من هؤلاء عتابات بان قضية الشعب الفلسطيني هي قضية حق ولكن أنتم العرب لا تقدمون اي شيء لقضيتكم هذه، انصح التعامل مع هؤلاء.
النوع الثالث: وهي هجرة مؤقتة للصهاينة المطرفين الذين جاؤا فلسطين المحتلة بدافع ديني، وهؤلاء ما ان تهدئ الحرب حتى يعودون.
كلما طالت الحرب وكلما كانت الضربات الإيرانية موجعة وسقطت ضحايا مدنيين كلما كثر عدد الهجرات بدون رجعة، وكلما تحول الكيان إلى كيان ديني، كلما كانت حكومته تتصرف بدافع تلمودي بعيدا عن القانون، كما ان الكيان سيتحول الى مجتمع غير متجانس، وذلك لان الكيان سوف يحاول استدراك النقص في عدد المستوطنين وهذا ليس متاحا دائما خاصة بعد عزله اخلاقيا ، لهذا وجدنا بعد الهجرات المعاكسة اثر ضرب العراق ٥٦ صاروخ سكد على فلسطين المحتلة زمن صدام حسين، وبسسب النمو السكاني المتناقص للكيان، لم يتمكن الكيان من استدراك هذا النقص الا بقبول مهجرين ليسوا من اليهود عرقا، بل قبلوا بعض قبائل هندية وثنية يمارسون بعض الطقوس التي يمارسها اليهود،
لهذا كلما امتد امد الحروب التي يشنها الائتلاف الصهيوني المتطرف كلما زادت الهجرات المعاكسة دون عودة مع صعوبة التعويض، إلى درجة أن يصبح الكيان كيان متطرف بالكلية مما يزيد في عزلته وبالتالي ضعفه، ويصبح كيانا مرعبا وغير مرغوب فيه من حلفائه.