المصدر: معاريف
الثلاثاء 21 أيار , 2024 03:36
كثر الحديث عن قرب التوصل إلى صفقة التطبيع بين كيان الاحتلال والسعودية بعد اتفاق مبدئي وافقت عليه الولايات المتحدة. وتقول صحيفة معاريف العبرية أن الاتفاق “يقترب من لحظاته الحاسمة”. واعتبرت في تقرير ترجمه موقع “الخنـادق”، أنه “يبدو أن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة والسعودية قد اتفقتا على معظم تفاصيل الصفقة، وقد تدفعان باتفاق ثنائي في حالة فشل الصفقة الكبيرة، تهدف على ما يبدو إلى زيادة الضغط على نتنياهو ليكون مرناً في مواقفه”.
النص المترجم:
يقترب اتفاق التطبيع مع السعودية من لحظاته الحاسمة. يسابق الرئيس بايدن ولي عهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء نتنياهو الزمن لمحاولة وضع اللمسات الأخيرة على الصفقة في الأسابيع المقبلة، قبل أن تدخل حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرحلتها النهائية.
ويستند هذا إلى تقييم مفاده أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول منتصف يوليو/تموز على أبعد تقدير (قبل مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي سيحصل خلاله ترامب على الترشيح الرسمي كمرشح رئاسي للحزب)، فمن المحتمل أن يتم تأجيله إلى الإدارة المقبلة، وعلى الأرجح إلى أن يتم على الأقل إلى ما بعد أن يدير الرئيس المنتخب الخلية من حوله ويشكل السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
حتى يوم السبت الأسود في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدا أن إسرائيل والمملكة العربية السعودية تتحركان نحو اتفاق تطبيع، كما انعكس في تصريحات ولي العهد السعودي في مقابلة مع قناة “فوكس تي في” قبل بضعة أسابيع. ومع ذلك، فإن الحرب التي اندلعت أوقفت الزخم، حتى أن الرئيس بايدن ادعى أن أحد أسباب الهجوم الإرهابي القاتل هو وقف العملية.
اتفاق التطبيع هو في الواقع اتفاق ثلاثي متعدد الأبعاد، وشرط تنفيذه هو أن يلعب كل طرف دوره فيه، من أجل تمكين الكل. يجب أن يوافق الرئيس بايدن على مطالب ولي العهد السعودي (اتفاقية دفاعية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتوريد أنظمة أسلحة متطورة، وتطوير برنامج نووي مدني في المملكة). من جانبه، من المفترض أن يوافق ولي العهد على تعزيز اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
من بين أمور أخرى، هذا من أجل الحصول على دعم الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ اللازم للتصديق على الصفقة (تتطلب بعض الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أغلبية ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، مما يعني أن بايدن يجب أن يحصل على دعم ما لا يقل عن 16 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ). في الوقت الحالي، يبدو أن العقبة الرئيسية التي تمنع ظاهرياً الصفقة من التقدم هي رفض نتنياهو لطلب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بدمج عناصر السلطة الفلسطينية في عملية إعادة بناء قطاع غزة، وتقديم أفق سياسي للفلسطينيين. وينبغي التأكيد على أنه إذا كان هناك، حتى اندلاع الحرب، من يعتقد أنه يمكن الالتفاف على القضية الفلسطينية، فمن الواضح الآن أنه لا يمكن تجاهلها وهي عنصر ضروري في الصفقة الكبرى. وبالنظر إلى فهم القادة الثلاثة لما هو على المحك وتقارب المصالح لتحقيق الصفقة المنشودة، فقد يحاولون إيجاد صيغة توفيقية تسمح للجميع بالعيش بسلام معها وإظهار أنهم لبوا مطالبهم الأساسية بشأن القضية الفلسطينية. ويمكن رؤية مؤشرات على ذلك في تصريح نتنياهو بأن العملية في رفح لن تستمر سوى بضعة أسابيع.
السرية المحيطة بالمحادثات التي أجراها مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، سوليفان، في المملكة العربية السعودية وإسرائيل؛ المحادثات السرية التي أجراها مستشار الرئيس بايدن ماكغورك مع المسؤولين الإيرانيين في عمان قبل أيام. الصورة الودية لولي العهد السعودي مع منافسه رئيس الإمارات؛ وحقيقة أن غانتس ترك لنتنياهو منفذاً للهروب لعدة أسابيع، الأمر الذي قد يسمح ظاهرياً لرئيس الوزراء بدفع الصفقة.
علاوة على ذلك، يبدو أن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قد اتفقتا في الواقع على معظم تفاصيل الصفقة، وقد تدفعان باتفاق ثنائي في حالة فشل الصفقة الكبيرة، تهدف على ما يبدو إلى زيادة الضغط على نتنياهو ليكون مرناً في مواقفه. وفي الخلفية، هناك أيضاً الخوف من إصدار أوامر اعتقال ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
تقف دولة إسرائيل حالياً عند مفترق طرق مصيري لمستقبلها، وأي قرار بشأن الاتجاه الذي يجب أن تتجه إليه سيكون له آثار بعيدة المدى على قوتها/ضعفها الاستراتيجي متعدد الأبعاد لسنوات عديدة قادمة. في الواقع، لدى نتنياهو الفرصة لتشكيل تحالف إقليمي واسع ودفع اتفاق سلام تاريخي مع أهم دولة في العالم العربي والإسلامي.
ولم تتجل حيوية التعاون الإقليمي إلا مؤخرا في وقف الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار من إيران. في الواقع، هذا هو إنشاء معسكر تقوده الولايات المتحدة ضد المحور الإيراني، والذي يمكن أن يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، فإن فشل الجهود الرامية إلى صياغة اتفاق تطبيع من شأنه أن يزيد من تقويض العلاقة المتوترة بالفعل بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو ويضر بالعلاقات مع الدول العربية.
في نهاية المطاف، السؤال الرئيسي هو ما إذا كان نتنياهو سيفضل السياسة المحلية والحفاظ على حكومته أو استراتيجية إقليمية واسعة، أو بعبارة أخرى، أي BB سيقود عملية صنع القرار في نتنياهو – بايدن وبن سلمان من جهة أو بن غفير من جهة أخرى.