من كتابة dw.com
الثلاثاء، 25 فبراير / شباط 2025
المستشار الألماني أولاف شولتس بعد هزيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي
من أبرز نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية، الخسارة التي مني “الحزب الليبرالي الحر” و”تحالف سارة فاغنكنيشت”، الحزبان معا فشلا في تجاوز العتبة الدستورية التي تخول لهما دخول البرلمان. تطور يصب في مصلحة تحالف تقليدي.

كريستيان ليندر (زعيم الحزب الحر)، يستقيل من الحياة السياسية بعدما أصبح أكبر الخاسرين في الانتخابات العامة في ألمانيا. © Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
بعد فرز أصوات الدوائر الانتخابية في الانتخاباتالتي أجريت يوم أمس الأحد ( 23 فبراير/ شباط 2025)، تأكد فشل حزب “الديمقراطيون الأحرار” في تجاوز عتبة الـ 5% (4,6 % وفقا للتقديرات الأولية) اللازمة لدخول البرلمان الألماني (بودستاغ)، ليكون بذلك أكبر الخاسرين في هذه الانتخابات.
الحزب الذي كان طرفا في الائتلاف الحكومي الكبير بقيادة أولاف شولتس، والذي كان يضم إلى جانبه، الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، خسر اليوم نحو 100 بالمائة من أصواته. وكنتيجة لذلك، أعلن زعيم الحزب، وزير المالية الألماني السابق كريستيان ليندنر، تقاعده السياسي وكتب على موقع “إكس” أنا الآن أتقاعد من السياسة النشطة”، وافيا بما تعهد به في وقت سابق بأنه وعند فشل حزبه دخول البرلمان، فإن و”تحملا للمسؤولية” سيستقيل من منصب الأمين العام ليترك المجال “لجيل صاعد وأفكار جديدة”، فلا يمكن للبرلمان الألماني أن يتشكل دون “حزب الحر الذي ينتمي لألمانيا”، على حدّ قوله.
ويذكر أن ليندر أقيل من منصب وزير المالية من قبل المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، بسبب الفروق الكبيرة في السياسة المالية، ما أسفر عن انسحاب حزبه من الائتلاف الحكومي وانهيار الحكومة، ما أدى في نهاية المطاف إلى الدعوة إلى انتخابات مبكرة أجريت الأحد.
وكان ليندنر يطمح إلى ائتلاف وصفه في العديد من المناسبات بـ “المثالي” مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي بقيادة فريدريش ميرتس الذي كان متوقعا فوزه وقد فاز بالفعل محققا نسبة 29% من الأصوات، وفقا لآخر التقديرات إلى حين صدور النتائج الرسمية. ولكن انهيار التأييد وفشل “الليبراليون الأحرار” حتى في تخطي الحاجز الدستوري لدخول البرلمان، تجعلهم رسميا مبعدين تماما عن صناعة القرار في السنوات الأربع القادمة.
“تحالف سارة فاغنكنيشت”
حزب آخر مني بدوره بهزيمة قاسية، وإن كانت ليست بحجم الحزب الليبرالي الحر. ويتعلق الأمر باتحاد “سارة فاغنكنيشت”، اليساري المحافظ، الذي بدوره لم ينجح في تجاوز العتبة المطلوبة للدخول إلى البرلمان. ورغم أنه حزب سياسي حديث على الساحة الألمانية نجح في الفوز في انتخابات الولايات وبات يشارك في ثلاث حكومات محلية، وهو ما يعد على الورق نجاحا باهرا له. إلا أن النتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية، تعتبر كارثية خاصة بالنسبة لمؤسسته سارة فاغنكنيشت، الشخصية المثيرة للجدل، والتي أسست هذا الحزب بعد ما انشقت إلى جانب عدد من زملاءها من حزب اليسار، بهدف أساسي هو تشكيل قوة حزبية جديدة تخلط الأوراق في البوندستاغ.
وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات والتي حصل فيها الحزب على مجموع 4,8% بالمائة فقط، انسحبت سارة فاغنكنيشت من الأضواء ولم تدل بأي تصريح، بل ولم تشارك حتى في الندوة التقليدية التي تقدمها عادة القناة الأولى والثانية عقب صدور التقديرات الانتخابية في كل دورة انتخابية، وذلك بمشاركة جميع زعماء الأحزاب الكبرى. ولا يستبعد العديد من المراقبين من أن تنسحب سارة فاغنغنشت بدورها من زعامة الحزب الذي يحمل اسمها.
المحافظون مستفيدون
وعلى ضوء النتائج التي حققها الحزبان الصغيران، سيتشكل بوندستاغ الألماني من خمسة كتل نيابية فقط، عوض خمسة.
وهو ما يسهل على المحافظين الفائزين في الانتخابات عملية تشكيل الحكومة، إذ لم يعودوا بحاجة إلى ائتلاف من ثلاث أحزب فيكفي البحث عن شريك واحد لتشكيل الائتلاف الحكومي.
والمرشحان هما الحزب الاشتراكي الذي مني بواحدة من أقوى الخسارات في تاريخه محصلا 16% فقط من الأصوات، وحزب”البديل” الشعبوي الذي كان أكبر الفائزين بمجموع 20,4% مكتسحا الولايات الشرقية.
وبحكم أن زعيم الاتحاد المسيحي الديمقراطيفريدريش ميرتس، أثناء وبعد حملته الانتخابية، استبعد تماما أي تحالف مع “البديل”، لا يبق أمامه سوى التحالف مع الاشتراكيين.
وفي الحوار التلفزي الذي جمع ميرتس بباقي زعماء الأحزاب، شدد الأخير أنه ونظرا للتقلبات الجيوسياسية التي تعيشهاأوروبا يعتزم تشكيل حكومة “بأسرع وقت ممكن”، بينما كشف المستشار الحالي أولاف شولتس، نيته “تحمل مسؤولية” التراجع الذي مني به حزبه، وقال إنه لن شارك في اللجنة الحزبية التي ستفاوض على تشكيل الحكومة القادمة.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
إقرأ أيضاً..
الأسواق تحتفي بنتائج انتخابات ألمانيا مع صعود الأسهم واليورو
من كتابة بلومبرغ
الثلاثاء، ٢5 فبراير / شباط ٢٠٢٥
بلومبرغ
ارتفع اليورو وصعد المؤشر القياسي للأسهم في ألمانيا بعد فوز زعيم المحافظين فريدريش ميرتس في انتخابات أمس الأحد، مما مهد الطريق أمام التحول نحو زيادة الإنفاق.
يراهن المستثمرون على أن حكومة ميرتس ستتخلى عن نهج السياسة المالية الصارمة في ألمانيا، مما يمنح الاقتصاد، الذي كان يوماً ما محرك النمو في أوروبا، دفعة هو في أمسّ الحاجة إليها.
في حين ضاعف حزب ‘البديل من أجل ألمانيا’ اليميني المتطرف قاعدة دعمه ليصبح ثاني أقوى حزب بنسبة 20.85، إلا أنه لم يتمكن بمفرده من تحقيق أقلية معطلة.
صعد مؤشر داكس بنسبة 0.8% في التعاملات المبكرة، بينما ارتفع مؤشر ” إم دي ايه إكس”( MDAX) للشركات متوسطة الحجم بنسبة 1.6%.
تعزز اليورو مقابل جميع العملات في مجموعة الدول العشر، وارتفع بنسبة 0.7٪ مقابل الدولار. وتراجعت أسعار السندات الألمانية قليلاً عند الافتتاح بفعل توقعات بزيادة مبيعات الديون ( إصدار سندات جديدة).