أمريكا
عندما يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكتبه مسلحا بقلمه، فهو يستعد للتوقيع على أوامر تنفيذية أعلنها خلال حملته الانتخابية لتعكس طموحاته لما يسميه “استعادة عظمة أمريكا مجددا”. وقد وقع في نحو شهر ونصف الشهر على 79 “أمرا تنفيذيا”، وهو ما أصدره سلفه جو بايدن خلال عامه الأول بأكمله في البيت الأبيض.
نشرت في: 03/03/2025
إعداد: فرانس24
79 أمرا تنفيذيا في 40 يوما بالبيت الأبيض! © رويترز
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة في 20 كانون الثاني/يناير 79 “أمرا تنفيذيا”، وهو ما أصدره سلفه جو بايدن خلال عامه الأول بأكمله في البيت الأبيض. ولم يسبق لرئيس أمريكي أن وقع على مثل هذا العدد الكبير من الأوامر التنفيذية في بداية ولايته منذ العام 1937، وفق السجل الفدرالي الأمريكي الذي ينشرها منذ ذلك التاريخ.
ويشمل ذلك بعض أسس التجارة الحرة وتشريعات تحمي الأقليات العرقية والجنسية فضلا عن تقليص أو حتى إلغاء خدمات فدرالية. حوالى ثلث الأوامر الموقعة حتى الآن تعدل أو تلغي قوانين سنتها إدارة بايدن، بحسب ما خلص إليه تحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن، وخلافا لرغبة ترامب، فقد جرى الطعن أمام القضاء في 16 من هذه الأوامر، وفق موقع “حاست سيكيورتي” المتخصص التابع لكلية الحقوق بجامعة نيويورك.
فما هي أبرز الموضوعات للأوامر “الترامبية”؟
التجارة والرسوم الجمركية
تناولت 27 من الأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب الرسوم الجمركية ودعم الوقود الأحفوري، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية. ويتعلق 12 أمرا بالتجارة والرسوم الجمركية التي زادها بنسبة 25% على المنتجات من كندا والمكسيك، وبنسبة 10% على المنتجات الصينية.
كذلك، وقع ترامب عدة أوامر غير مواتية لمشاريع السيارات الكهربائية وطاقة الرياح، وأمرا آخر يلغي هدف القضاء على مصاصات الشرب البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة.
“التنوع والمساواة والإدماج”
في خطوة تعكس الهجوم الرئاسي على العابرين جنسيا وسياسات “التنوع والمساواة والإدماج”، تناول حوالى 14 أمرا تنفيذيا قضايا التنوع والنوع الاجتماعي. ومن بين النصوص التي تم التوقيع عليها: الاعتراف بوجود جنسين فقط هما الذكر والأنثى، وحظر “أيديولوجيا التحول الجنسي” في الجيش بهدف استبعاد الأشخاص العابرين جنسيا، وتقييد إجراءات التحول الجنسي لمن هم دون سن 19 عاما.
برنامج قبول اللاجئين “يضر بمصالح” الولايات المتحدة
يتناول 16 أمرا تنفيذيا موضوع الهجرة، بشكل مباشر وغير مباشر. ويورد نص وقعه في نهاية كانون الثاني/يناير أن برنامج قبول اللاجئين “يضر بمصالح” الولايات المتحدة.
ووقع أيضا أمرا تنفيذيا يقلص حق الحصول على الجنسية بالولادة المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي. وقد علق عدة قضاة فدراليين تطبيقه، ما ينذر بمعركة قد تصل إلى المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة.
كما أن ترامب ثبّت الإنكليزية لغة رسمية للولايات المتحدة، وألغى نصا يعود إلى عهد بيل كلينتون يهدف إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات العامة “للأشخاص ذوي الكفاءة المحدودة في اللغة الإنكليزية”.
ستة أوامر لـ “تفكيك الدولة البيروقراطية الساحقة والمرهقة”
خصص ترامب ستة أوامر تنفيذية لإدارة الكفاءة الحكومية (دوج)، وهي مؤسسة غامضة يشرف عليها إيلون ماسك رئيس شركتي “سبايس إكس” و”تيسلا”، ومهمتها خفض الإنفاق العام. ويقضي أحد الأوامر بإعداد قائمة باللوائح التنظيمية غير الضرورية، بهدف “البدء في تفكيك الدولة البيروقراطية الساحقة والمرهقة”.
انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية
أصدر الرئيس الأمريكي 13 أمرا تنفيذيا بشأن الصحة تنص خصوصا على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، وتعليق الوصول إلى موقع معلومات حكومي حول الحقوق الجنسية والإنجابية، وإلغاء أوامر بايدن التنفيذية التي تضمن الوصول إلى حبوب الإجهاض وتحمي البيانات الشخصية للنساء اللواتي يلجأن إلى الإجهاض.
الذكاء الاصطناعي واثنان بشأن العملات المشفرة
وقع دونالد ترامب على 10 أوامر تنفيذية تتعلق بالتكنولوجيا، ثلاثة بشأن الذكاء الاصطناعي واثنان بشأن العملات المشفرة. وأصدر أمرا بإنشاء “المجلس الوطني للهيمنة في مجال الطاقة”، المسؤول خصوصا عن تطوير إنتاج الكهرباء من أجل التفوق على الصين في مجال الذكاء الاصطناعي في ظل استهلاك مراكز البيانات الكبير للطاقة.
مع أ ف ب