فرانس24/ رويترز/ أ ف ب
نشرت في: 20/04/2025
أقر تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي كشف تفاصيله الأحد، بأن واقعة مقتل 15 من العاملين بالإغاثة في غزة الشهر الماضي، شابتها “إخفاقات مهنية متعددة ومخالفات للأوامر وعدم الإبلاغ عنها بشكل كامل”.

أفراد من الهلال الأحمر الفلسطيني وخدمات الطوارئ الأخرى يحملون جثث زملائهم من رجال الإنقاذ الذين قتلوا قبل أسبوع على يد القوات الإسرائيلية، خلال موكب جنازة في مستشفى ناصر في خان يونس في جنوب قطاع غزة في 31 آذار/مارس 2025. © أ ف ب
رفع الجيش الإسرائيلي الأحد الستار عن تفاصيل تحقيق أجراه في واقعة مقتل 15 من العاملين بالإغاثة في غزة الشهر الماضي، وقال إن الواقعة شابتها “إخفاقات مهنية متعددة ومخالفات للأوامر وعدم الإبلاغ عنها بشكل كامل”.
وأورد الجيش في بيان يلخص نتائج التحقيق أنه في ليل 23 آذار/مارس “تم قتل 15 فلسطينيا، تم التعرف على ستة منهم في فحص لاحق كإرهابيين من حماس”، مضيفا: “يأسف الجيش الإسرائيلي للأذى الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين”.
غزة: فيديو يوثق اللحظات الأخيرة في حياة مسعفين عثر على جثثهم بـ”مقبرة جماعية”
وقُتل 15 من المسعفين وموظفي الإغاثة بالرصاص في 23 مارس/آذار، ودُفنوا في قبر ضحل، حيث عُثر على جثثهم بعد أسبوع من قبل مسؤولين من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال الجيش في ملخص التحقيق “لم يشارك الجنود في إطلاق نار عشوائي بل ظلوا في حالة تأهب للرد على تهديدات حقيقية تم التعرف عليها من قبلهم”. وأضاف “لم يتم العثور على أي دليل يدعم الادعاءات المتعلقة بالإعدام”.
“نية القتل”
يأتي ذلك بعدما أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب في مؤتمر صحافي في رام الله قبل نحو أسبوعين، أن تشريح الجثث أظهر أن “جميع الشهداء تعرضوا لإطلاق النار في الجزء العلوي من أجسادهم، بنية القتل”.
قضى في الواقعة ثمانية من موظفي الهلال الأحمر، وستة من الدفاع المدني في غزة وموظف واحد من وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) وعاملي إغاثة فلسطينيين.
ووجدت جثث القتلى مدفونة في “مقبرة جماعية” قرب موقع إطلاق النار في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، وفق ما أكد “أوتشا”.
إلى ذلك، أقر الجيش الإسرائيلي بفشل قواته في “الإبلاغ الكامل” عن الحادث، وقرر إقالة القائد المسؤول من منصبه.
كما أقر بحدوث “عدة إخفاقات مهنيّة، وانتهاكات للأوامر، وفشلا في الإبلاغ الكامل عن الحادث”.
وأضاف أنه “سيعزل نائب قائد كتيبة الاستطلاع في وحدة غولاني من منصبه بسبب مسؤوليته كقائد ميداني… ولتقديمه تقريرا غير مكتمل وغير دقيق خلال جلسة التقييم بعد الحدث”.
“سيارات مشبوهة”
وقع الحادث عندما كان المنقذون يلبون نداءات استغاثة من مواطنين فلسطينيين قرب رفح بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت المنطقة، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
بعد أيام من الحادثة، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار على “إرهابيين” كانوا يقتربون منهم في “سيارات مشبوهة”، وأضاف المتحدث العسكري لاحقا أن السيارات كانت مطفأة الأضواء.
وكرر الأحد أن ستة من بين المنقذين والمسعفين الذين قتلوا بنيران جنوده هم عناصر في حركة حماس، معربا عن “أسفه للأذى الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين”.
لكن فيديو تم استعادته من هاتف محمول لأحد عمال الإغاثة القتلى، نشره الهلال الأحمر، يتناقض مع رواية الجيش الإسرائيلي. ويظهر الفيديو سيارات الإسعاف وهي تسير مع تشغيل مصابيحها الأمامية وأضواء الطوارئ.
وقال الجيش الأحد إنه كان هناك ثلاث حوادث إطلاق نار في ذلك اليوم.
في الحادث الأول، أطلق الجنود النار على سيارة اعتبروها تابعة لحماس.
في الحادث الثاني الذي وقع بعد ساعة، أطلق الجنود النار “على مشتبه بهم يخرجون من سيارة إطفاء وسيارات إسعاف قريبة جدا من المنطقة التي كانت القوات تعمل فيها، بعد تلقي تهديد فوري وملموس”، بحسب ملخص التحقيق.
وقال الجيش إن الحادث الثالث شهد إطلاق النار على مركبة فلسطينية تابعة للأمم المتحدة “بسبب أخطاء عملياتية حصلت ضمن خرق للتعليمات”.
وجاء في التحقيق “تم تحديد أن إطلاق النار في الحادثين الأولين ناتج عن سوء فهم عملياتي من قبل القوات التي كانت تعتقد أنها كانت تواجه تهديدا ملموسا من القوات المعادية”.
وأضاف “الحادث الثالث تضمن خرقا للأوامر في بيئة قتالية”.
أثارت الواقعة إدانات دولية وسلطت الضوء مجددا على المخاطر التي يواجهها عمال الإغاثة في غزة، حيث تدور الحرب منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

ماذا نعرف عن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مسعفين فلسطينيين في غزة؟
فرانس24/ أ ف ب
آخر تحديث: 04/04/2025
بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق في واقعة مقتلهم على أيدي قواته، قال الخميس مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك أمام مجلس الأمن الدولي إن حادثة مقتل عدد من موظفي الدفاع المدني والإغاثة الإنسانية في قطاع غزة تثير “مخاوف جديدة بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”. فيما أعرب السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار عن أسفه لعجز المجلس عن تغيير الأمور وقال: “لا يمكننا أن نختار أن نصدق أن هذه كانت مجرد أخطاء”، في إشارة إلى جميع الهجمات على عمال الإغاثة في غزة.

في مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي الخميس، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن قتل إسرائيل 15 مسعفا في قطاع غزة بقصف استهدف سياراتهم يثير مخاوف بشأن ارتكاب “الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلن الأحد انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا في إطلاق نار للجيش الإسرائيلي على سيارات إسعاف في تل السلطان في رفح جنوبي قطاع غزة قبل أسبوع. وقالت الأمم المتحدة إن القتلى كانوا من مسعفي الطوارئ الذين استجابوا لنداءات استغاثة من فلسطينيين في جنوب غزة، بينما وصفهم الجيش الإسرائيلي بأنهم “إرهابيون”.
وقال تورك “روعني مقتل 15 من العاملين في المجال الصحي وموظفي الإغاثة، وهو أمر يثير مخاوف جديدة بشأن ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب”.
أرواحهم تنادي بالعدالة
وندد مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال بـ”حرب بلا حدود” في قطاع غزة، متحدثا عن “مقبرة جماعية” للمسعفين وعناصر الدفاع المدني.
الخميس في مداخلة أمام مجلس الأمن، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب إنها “واحدة من أحلك اللحظات في هذا النزاع”. ولفت إلى أن أرواح مصطفى وعز الدين وصالح ومحمد بهلول ومحمد الحيلة وأشرف ورائد تنادي بالعدالة. وشدد على أنه خلال التواصل مع الفريق كان يمكن سماع محادثة بالعبرية بين القوات الإسرائيلية والفريق، ما يشير إلى أن بعضا من أفراده كانوا أحياء في عهدة الجيش الإسرائيلي.
وعلق السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة صامويل زبوغار قائلا “لا يمكننا أن نختار أن نصدق أن هذه كانت مجرد أخطاء”، في إشارة إلى جميع الهجمات على عمال الإغاثة في غزة. وأضاف أن “ما نشهده في غزة هو تآكل الإنسانية”، معربا عن أسفه لعجز المجلس عن تغيير الأمور. وقال “لو كان بإمكان جدران هذه القاعة أن تتحدث (…)، ربما كانت ستختار الصمت بدلا من الكلمات، في مواجهة العديد من الالتزامات غير المنجزة التي تم التعهد بها هنا”.
من جهته قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون “كيف انتهى المطاف بتسعة إرهابيين من حماس في سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر؟ وجودهم يُعرض الجميع للخطر”، داعيا إلى “نظام اختيار أفضل” للطواقم.
هيئة الأركان تحقق
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه يحقق في إطلاق قواته النار على سيارات إسعاف في منطقة تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي. وقال متحدث باسم الجيش في بيان إن “حادثة 23 آذار/مارس حين فتحت قوات” عسكرية إسرائيلية النار “مستهدفة إرهابيين يتقدمون على متن سيارات إسعاف، رُفعت” إلى قسم خاص في هيئة الأركان “من أجل التحقيق”.
من جهته، شدّد تورك أمام مجلس الأمن الدولي على أن الحصار الإسرائيلي الشامل المفروض على غزة منذ شهر “يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وقد يصل إلى حد استخدام التجويع كأسلوب حرب”.
وأعرب تورك عن قلقه إزاء “الخطاب التحريضي” لكبار المسؤولين الإسرائيليين المتعلق بالاستيلاء على الأراضي وضمها وتقسيمها، وحول نقل الفلسطينيين خارج غزة. وقال إن هذا الأمر “يثير مخاوف جدية بشأن ارتكاب جرائم دولية، ويتعارض مع المبدأ الأساسي للقانون الدولي ضد الاستيلاء على الأراضي بالقوة”.