حذيفة العرجي الشاعر الحمصي يستحضر المتنبي مبدعا عمقا وجزالة ودقة وواقعية وتطلعا، في وصف المأساة السورية
1- لم يبقَ شَطٌّ إليهِ ترجعُ السُفُنُ ولا مطارٌ.. عليهِ يهبطُ الشَجِنُ
2- لا شيءَ إلا أمانينا تُصبّرُنا الحمد لله .. لا أهـلٌ ولا وطـنُ!
3- خُذلتِ يا شامُ ، يا أُمّي ومُرضعتي ومسقِطَ الحُبِّ.....ماذا يا تُرى الثمنُ؟!
4- إني لأخجلُ من أنّي بقيتُ على قيد الحياةِ.. وأمّي لفّها الكفنُ!
4- أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ يزدادُ فيهم غباهُم كلّما سَمِنوا
5- ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا
6- بمَ التعللُ؟ قلبي صارَ يُنكرُني سلّم على الموتِ فيهِ العَيشُ والسَكنُ
7- فكيفَ أحيا وتحتَ الأرضِ أوردتي وفي الترابِ مِنَ الأحبابِ لي مُدنُ
8- وأينَ أذهبُ .. كل الأرضِ تُرفُضنا وتزدرينا، وكلُّ الأرضِ تمتَهنُ
9- ونحنُ من نحنُ؟ نحنُ الشمسُ فوقهمُ ونحنُ ما نحنُ؟ نحنُ العينُ والأذُنُ
10- كلُّ الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ؟!
11- يا أيُّها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ!
12- ودعتُ حِمص وقلبي في أزقتها وذكرياتي وروحاً عافها البدنُ
13- وسرتُ أشكو لربي ضيقَ دامعتي عمّا بنفسي.. ومالا يُنصِفُ الحَزَنُ
14- كلُّ الذينَ تأملنَا بنُصرتهم لنا، تخلّوا.. فسجّل أيُّها الزمنُ
15- أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ يزدادُ فيهم غباهُم كلّما سَمِنوا
16- ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا
17- يستنكرونَ على الشاشاتِ مجزرةً وكلُّهم بدماها كفّهُ دَرِنُ
18- يا تاركَ الفرضِ مُستغنٍ بنافلةٍ واللهِ يومَ اللقا لا تشفعُ السُننُ
19- يا شامُ لو كانتِ الأحلامُ تُنقذُنا كُنّـا حَلِمنا ولكن كلُّها دَخنُ
20- فكانَ لا بُدَّ من حربٍ نُعيدُ بها عصرَ النبيِّ .. وفيها تُدرأُ الفتنُ
21- نريدُ أن ترجعَ الدنيا لقبضتنا أن يُعبدَ اللهُ لا أن يُعبدَ الوثَنُ
22- نُريدُ أن نُرجِعَ الأمجادَ دولتها أيامَ كنّا يداً تنئا بها المِحنُ
23- أيامَ إن عارضت صنعاء عارضةٌ صاحت دمشقُ وبغدادٌ هنا اليمنُ!
24- الفرحُ ما كانَ لولا قبلَهُ حَزَنُ والسرُّ ما طالَ إلا بعدهُ علنُ
25- والطفلُ مهما لهُ قدّمتَ من اُكُلٍ يظلُّ أطيبُ شيءٍ عندهُ اللبنُ
26- لذا أحنُّ ومثليّ كلُّ مُمتَهَنٍ إلى الزمانِ الذي مافيهِ مُمتَهنُ
27 - فكيفَ أسكنُ بيتاً أطمئنُّ بهِ وطفلةٌ في بلادي ما لها سكنُ
28- وكيفَ ألتذُّ أو أهنا بمائدةٍ ويُشتهى في بلادي الخبزُ والجُبُنُ
29- يا طائراتُ اقصفي، يا أُمّـةُ امتعضي يا ساسةُ استنكروا، يا قومُ لا تَهِنوا
30- تكفَّلَ اللهُ فيكم للنبيِّ فلا خوفٌ عليكم منَ الدنيا ولا حَزَنُ
31- الأرضُ مهما لنا في الغربةِ اتسعت يظلُّ أرحبَ من أرجائها الوطنُ
32- قل للطبيبِ وشمسُ العمرِ غاربةٌ إذا انقضى أجلي، ما تنفعُ الحُقنُ؟
33- باللهِ ربّ السما والأرضِ مُعتصمي وفيهِ صبري، إليهِ السرُّ والعلنُ
34- ولستُ أقطعُ آمالي بثورتنا لكلِّ وجهٍ قبيحٍ آخرٌ حسنُ..
“حذيفة العرجي”
شاعر سوري من مواليد مدينة حمص عام 1988م، بكالوريوس أدب عربي له عدة مجموعات شعرية.