طهران – سكاي نيوز عربية
27 – أبريل 2025
الميناء تعرض لدمار هائل
نفت وزارة الدفاع الإيرانية، الأحد، وجود أي شحنة ذات استخدام عسكري في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس، الذي شهد انفجارا هائلا السبت.
وقال المتحدث باسم الوزارة إنه “وفقا للتحقيقات والوثائق المتوفرة، لم تكن هناك أي شحنة واردة أو صادرة ذات طابع عسكري في المنطقة التي شهدت الحريق بميناء الشهيد رجائي”.
وأضاف أن “بعض وسائل الإعلام الأجنبية ضخمت الموضوع”، مشيرا إلى أن “الأسباب الرئيسية والفرعية للحادث ستعلن لاحقا بالتعاون مع الأجهزة المعنية”.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية أن عدد ضحايا انفجار ميناء “الشهيد رجائي” في مدينة بندر عباس، جنوب البلاد، ارتفع إلى 36 قتيلا فضلا عن قرابة 800 جريح، إضافة لحدوث أضرار جسيمة بالميناء والمناطق المحيطة به.
ويقول مسؤولون إن الحادث الذي وقع السبت في أكبر مركز للحاويات في إيران، ربما نتج عن انفجار مواد كيماوية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن قوة الانفجار أدت إلى تحطم نوافذ لمسافة تمتد عدة كيلومترات حول ميناء بندر عباس، القريب من مضيق هرمز الاستراتيجي، وتسبب أيضا في تدمير حاويات شحن وإلحاق أضرار بالغة بالبضائع المخزنة داخلها.
وقال وزير الداخلية إسكندر مؤمني للتلفزيون الرسمي خلال زيارة لموقع الانفجار، إن 80 بالمئة من الحريق الناجم عنه تم إخماده بحلول صباح الأحد، وستستمر جهود مكافحة النيران لبضع ساعات أخرى.
واستؤنفت أيضا بعض العمليات في أجزاء من الميناء التي لم تتأثر بالحريق أو تتضرر.
ويعتقد أن الانفجار نتج عن مواد كيماوية، إلا أن السبب الدقيق لم يتضح بعد، بينما أمر الرئيس مسعود بزشكيان بإجراء تحقيق.
وقال متحدث باسم منظمة إدارة الأزمات، السبت، إن السبب وراء الانفجار هو سوء تخزين المواد الكيماوية في حاويات، مضيفا أنه كانت هناك تحذيرات سابقة من مخاطر محتملة على السلامة.
لكن المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني حذرت من “التكهنات المتعجلة”، قائلة إن من السابق لأوانه تحديد السبب.
ووقع الانفجار بالتزامن مع انطلاق جولة ثالثة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، لكن لا يوجد ما يشير إلى وجود صلة بين الأمرين.
وشهدت البنية التحتية للطاقة والصناعة في إيران سلسلة من الوقائع التي خلفت قتلى خلال السنوات القليلة الماضية، وعُزي السبب في الكثير منها إلى الإهمال.
وشملت هذه الوقائع حرائق في مصافي تكرير، وانفجار غاز في منجم فحم، بالإضافة إلى حادث وقع خلال إصلاحات طارئة في بندر عباس أدى إلى مقتل عامل عام 2023.
لكن طهران وجهت أصابع الاتهام في بعض الوقائع الأخرى إلى إسرائيل، التي شنت هجمات على الأراضي الإيرانية لاستهداف البرنامج النووي في السنوات القليلة الماضية، وقصفت الدفاعات الجوية للبلاد العام الماضي.

ميناء بندر عباس قبل الانفجار.. مواد “صاروخية” خطرة وتحذيرات
26 – أبريل 2025
ترجمات – أبوظبي

بعد الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء بندر عباس، السبت، كشف مسؤول إيراني أن تحذيرات سابقة وجهت إلى إدارة الميناء من تخزين حاويات تحمل مواد خطرة به، فيما رصدت مصادر ملاحية في وقت سابق وجود سفينة تحمل مواد تستخدم كوقود للصواريخ تستعد للرسو بالميناء، ولم تستكمل تفريغ شحنتها بسبب عطلة عيد الفطر.
ووفقا لمجلة ماريتايم إكسكيوتيف maritime-executive المتخصصة في النقل البحري، فقد رست سفينة قبالة ميناء بندر عباس صباح 29 مارس الماضي وتحمل شحنات من بيركلورات الصوديوم مستوردة من الصين.
يبلغ طول السفينة 127 مترا وكانت مجهزة برافعات سطحية، فيما أظهرت الصور وجود حاويات على سطح السفينة ما يشير إلى أنها كانت تستعد للرسو في الميناء التجاري لبندر عباس لتفريغ الشحنة، وكانت تنتظر انتهاء الإجازات الخاصة برمضان وعيد الفطر في إيران لإكمال مهمتها.
وفق الموقع، فرغم أهمية الشحنة لم تتخذ السلطات الإيرانية أي إجراءات أمنية خاصة لحماية السفينة التي أبحرت من ميناء شنغهاي مباشرة من دون توقف في موانئ أخرى، وأبقت نظام التعريف الأوتوماتيكي مفعلا طوال الرحلة، كما لم يتم رصد أي مرافقة أو حماية بحرية أثناء انتظارها في المياه المفتوحة.
كميات هائلة لإنتاج وقود الصواريخ
وأشار إلى أن هذه السفينة التي يعتقد أنها سفينة جيران هي الثانية من بين سفينتين فرضت عليهما عقوبات دولية وكانت تنقلان شحنة من بيركلورات الصوديوم من الصين .
وكان يفترض نقل بيركلورات الصوديوم، بعد ذلك إلى العاصمة طهران ومنها إلى منشآت معالجة خاصة لتحويلها إلى مادة بيركلورات الأمونيوم التي تستخدم كمكون أساسي في تصنيع وقود الصواريخ الصلب.
وتشير التقديرات إلى ان الكميات التي تم استيرادها مؤخرا من المادة ستكون كافية لإنتاج وقود يكفي لتشغيل نحو 250 صاروخا متوسط المدى من طراز خيبر شكن وفتاح، بالإضافة إلى صواريخ فاتح 110 وزلزال القصيرة المدى أو النماذج المشابهة المستخدمة لدى جماعة الحوثيين.
وكان انفجار هائل قد وقع، يوم السبت، في ميناء رجائي في بندر عباس جنوب إيران وأسفر عن إصابة أكير من 500 شخص.
وقال المتحدث باسم إدارة الأزمات في إيران حسين ظفري لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، إن “منطقة الحادث هي منطقة الحاويات بميناء الشهيد رجائي، حيث كانت المواد الكيماوية مخزنة في عدد من الحاويات. سبب الانفجار هو المواد الكيماوية الموجودة داخل الحاويات”.
وأكد أن المدير العام للإدارة وجه تحذيرات إلى هذا الميناء خلال زياراته السابقة، و”أشار إلى احتمال وجود خطر”.
وتابع ظفري: “إن شاء الله بعد إخماد الحريق سيجرى تحقيق بالتأكيد، وسيتم التعامل قانونيا مع المقصرين الذين لم يبذلوا جهدا كافيا لضمان سلامة المنطقة”.
وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن “هذه التحذيرات تقلل احتمالية أن يكون الانفجار ناجما عن عمل تخريبي، لأن هذه التحذيرات وُجهت سابقا”.
وشرح المسؤول الإيراني حجم الانفجار، قائلا: “سُمع دويه واهتزت الأرض على بعد 50 كيلومترا. لكن دائرة الانفجار تقع ضمن نطاق ميناء الشهيد رجائي، ولم نسجل أي أضرار خارجه”.
وأكد ظفري أن منطقة الميناء الآن “تحت سيطرة جهود الإغاثة، والطرق تحت سيطرة شرطة المرور”.