تطبيع ميتر
مايو 27, 2025
لوحة جديدة بعنوان رغيف الخبز في عْرْة
رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي السماح بدخول 100 شاحنة محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، فإن الأمم المتحدة كشفت أن المساعدات لم تصل فعليًا إلى السكان المحتاجين، في مشهد يلخص عمق المأساة الإنسانية المستمرة.
المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أوضح في مؤتمر صحفي أن فرق المنظمة لم تتمكن حتى الآن من توزيع أي مساعدات إنسانية داخل غزة، رغم دخول عدد محدود من الشاحنات خلال اليومين الماضيين.
وأشار دوجاريك إلى أن أربع شاحنات فقط محمّلة بأغذية الأطفال تمكنت من العبور، إلى جانب بعض الشاحنات التي تحمل الدقيق والأدوية. غير أن هذه المواد ما زالت عالقة، ولم تُنقل إلى مخازن الأمم المتحدة، بسبب عراقيل إسرائيلية على بوابات معبر كرم أبو سالم.
وأضاف: “انتظرت فرقنا لساعات عند البوابة، دون السماح بنقل الشحنات إلى مستودعاتنا أو الشروع في توزيعها”.
يأتي هذا وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ 2 مارس/آذار، بعد إغلاق المعابر أمام دخول أي مساعدات غذائية أو طبية، ما أدى إلى انهيار واسع في الأوضاع المعيشية والصحية داخل القطاع المحاصر.
وقالت تقارير إسرائيلية، من بينها قناة “كان” الرسمية، إن قرار السماح بدخول الشاحنات جاء تحت ضغط سياسي من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، في محاولة لاحتواء الغضب الدولي المتزايد.
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب جرائم توصف بأنها “إبادة جماعية”، خلّفت حتى الآن أكثر من 175 ألف شهيد وجريح، بالإضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، تبقى شاحنات المساعدات التي تعبر من حين إلى آخر، مجرّد نقطة في بحر المجاعة، لا تكفي لدرء الجوع، ولا لتجميل وجه الحصار.