محمد السلوم
13 مايو 2025
الصورة من احتفالات سوريين في ساحة الأمويين الليلة
رغم الفرحة العارمة اليوم برفع العقـوبات لكن في كتار مزعوجين، خايفين أن هاد الشي هو دعم كبير للشـرع ورح يعمل ويسوي ويستبـد.. خلوني أعرض في هذا المنشور للأمر من زاوية تانية..
هلق الغريب في الأمر أن صحيح نحن اليوم مبسوطين برفع العقـوبات، لكن للحقيقة ولا واحد فينا بيعرف شو يعني نعيش بدون عقوبات!
أي والله متل ما عم قلكم.. ليش؟
لأن بحياتنا ما كنا عايشين بدون عقوبات… نحن ما منعرف كيف الناس بتعيش بدونها!
في عام 1976 فرضت علينا عقوبات اقتصادية ودبلوماسية بسبب التدخل في لبـنان، وتم تقييد المساعدات الأميركية لسـوريا.
في عام 1979 تم إدراج سوريا على قائمة الداعمة للإر هـاب وتم حظر تصدير التقنيات والأجهزة الحساسة.
في عام 1986 تم اتهام سوريا من قبل دول أوروبية بدعم هجـ ـمات الفصـائل الفلسـ ـطينية، وانقطعت العلاقات لفترة وانفرضت قيود تجارية.
بعد حـرب الخليج 1990 – 1991 ونتيجة الانضمام للتحالف ضد العـ ـراق تحسن الوضع شوي، لكن سريعاً رجعنا لنفس الوضع
مع فترة بشار، زاد الوضع سوءاً…
في 2003 قانون محاسبة سوريا، يلي وسعت فيه أميركا عقوباتها علينا بشكل كبير
في عام 2004 عقوبات على المصرف التجاري السوري بتهـمة غسـيل أمـوال وتمويل زفـت، وقيود على الطاقة وحظر تكنولوجي.
في عام 2005، اغتـ ـيال الحريري، وعقوبات جديدة أميركية وأوروبية، وقرار مجلس الأمن 1559 بالانسحاب من لبـنان.
في عام 2008 كمان عقوبات على مقربين من نظام الأسـد متل رامي وغيره.
بعد الثـورة..
زادت العقـوبات وصولا لقيصر 2019.
مو صحيح أن الثـورة هي يلي جابتلك العقوبات عزيزي المواطن، نحن طول عمرنا مع نظـام الأسد عايشين بالعقـوبات، نحن متل المسجون من 50 سنة وفجأة طلع وصفن… أي وهلق وين بدي روح؟ شو بدي أعمل؟
نحن الأجيال يلي ربيت بحسرة علبة الطون والمرتديلا وقرن الموز.. نحن الأجيال يلي اعتبر تصنيع علبة المحارم في زمانها انتصار وصمود في وجه المؤامـرات الخارجية واعتماد على الذات!
العقوبات ما أثرت بيوم على بنية النظـام، كان دائماً نظـام مافيـوي قادر أنه يلتف ويمشي أموره ويطالعها من رقبة الشـعب، وشيئاً فشيئاً تحولت العقـوبات لأداة قمع… معقول تحكي في عقوبات؟ لك شو أنتوا ما بتحسوا وفي عقوبات؟ بدكم حرية وفي عقوبات؟ بدكم ديمقراطية وفي عقوبات؟ اصمدوا.. اخـرسوا.. اتحملوا.. اسكتوا…
هي الصورة ما كانت فقط بنظام الأسد.. كمان بالفترة الماضية تحولت العقوبات لشماعة.. شماعة أمام أي مطالب حكومية..
واليوم انرفعت العقوبات!
صحيح الأثر ما رح يظهر بين يوم وليلة وأكيد بده شهور، لكن مشينا في الطريق..
وهاد شو معناه؟
هون منوصل لنقطة الناس الخايفة، حتى قول لكم أن يلي صار اليوم هو شيء إيجابي كتير، رح أفرح فيه اليوم وكنت رح أفرح فيه لو صار حتى على زمان نظـام الأسـد، لأن متل ما قلنا ما كان مضرور منه غير الشـعب..
طيب شو رح يصير هلق؟
يلي رح يصير هلق أن العقوبات يلي كانت بمثابة شماعة لكل فسـاد وفشـل بح.. راحت!
اليوم (مو اليوم اليوم) ما فيها الحكومة أو الشـرع يقول ما قدرنا نعمل إعادة إعمار لأن في عقوبات.. ما قدرنا نوفر خدمات لأن في عقوبات.. ما عاد في إمكانية لإسكاتك يا عزيزي المواطن بالعقوبات.. صار فيك تفتح تمك وتنق! (طبعا نحن ما كنا ساكتين أصلاً).
رفع العقوبات هو قلب حقيقي للطاولة على خطاب رسمي وحكومي تبريري صار عمره عشرات السنوات.. انتهت الحجة!
اليوم على الأرض لازم تظهر قدرات الدولة الحقيقية، وكفاءات الكوادر يلي تم اختيارها.. ويلي مانه خرج رح ينكشف.
رفع العقوبات برأيي وبرأي ستي رح يعزز من “المساءلة” و”الشفافية”، ويدعم عمل المجتمع المدني الرقابي.. ويحط السلطات أمام مسؤولياتها بدون حجج بدون أعذار!