مايو 28, 2025
في مشهد يُجسِّد عمق المأساة الفلسطينية وشجاعة الصامدين تحت القصف، قدّم شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، تعازيه للطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، التي فقدت تسعة من أبنائها في قصف إسرائيلي دموي استهدف منزلها في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وفي بيان نشره عبر الحساب الرسمي للأزهر على منصة “فيسبوك”، وصف الإمام الأكبر المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق عائلة الطبيبة بأنها “جريمة مروعة تُجسِّد أبشع صور الإرهاب”، مضيفًا أن صمود الطبيبة واستمرارها في أداء عملها في مستشفى ناصر رغم الكارثة “يستصرخ الضمير العالمي ويعرّي صمته وتواطؤه”.

أم تحت الأنقاض.. وعند سرير المرضى
الطبيبة آلاء، أخصائية طب الأطفال، استقبلت جثامين أطفالها التسعة – أكبرهم لم يتجاوز 12 عامًا – بينما كانت تُواصل أداء واجبها الإنساني تجاه أطفال غزة في ظل كارثة إنسانية متفاقمة. لم يسمح لها الاحتلال حتى بتوديعهم كأم، بل فرض عليها أن تودّعهم كطبيبة ترى في كل طفل مريض وجهًا من وجوه أبنائها الراحلين.
رسالة شيخ الأزهر.. موقف أخلاقي يتجاوز العزاء
كلمات شيخ الأزهر لم تكن مجرد تعزية شخصية، بل جاءت كموقف أخلاقي صريح في وجه التواطؤ الدولي مع الجرائم الإسرائيلية، مؤكدًا أن مثل هذه الفظائع لن تُطفئ جذوة الحق الفلسطيني ولن تسقط حقوقه التاريخية.
البيان شكّل تنديدًا واضحًا بالصمت الغربي والعربي الرسمي، محذرًا من أن التاريخ لن يغفر لأولئك الذين أداروا ظهورهم لمعاناة المدنيين في غزة، وتركوا الأطفال تحت الأنقاض دون حماية أو صوت.
قصة ألم تتجاوز الأرقام
وفق تصريح منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، فإن القصف وقع بعد دقائق فقط من مغادرة الطبيبة وزوجها المنزل. سقط الصاروخ فاستُشهد يحيى وركان وجبران وريفان وسيدين وغيرهم، بينما نُقل الزوج إلى العناية المركزة والطفل الأخير، آدم، بين الحياة والموت.
هذه القصة التي هزّت الضمير الحيّ، تحوّلت إلى رمز للوجع الفلسطيني، وفضحت زيف روايات “الردع العسكري” التي يتذرع بها الاحتلال لتبرير قصف منازل المدنيين.
استئناف المجازر.. واحتجاجات تتصاعد
الهجوم وقع ضمن موجة تصعيد إسرائيلي جديدة بدأت في 18 مارس/آذار الماضي، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير. العدوان خلّف آلاف الضحايا بين الشهداء والمصابين، وأشعل احتجاجات غاضبة في عواصم ومدن كبرى حول العالم، وسط دعوات متزايدة لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.