مقتل 12 في هجوم صاروخي على الجولان.. حزب الله ينفي وإسرائيل تتوعد
القدس/بيروت – (رويترز)
28 يوليو 2024
قالت السلطات الإسرائيلية إن 12 من بينهم أطفال قتلوا في هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل أمس السبت.
واتهمت إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران بالضربة وتوعدت بأنها ستدفع ثمناً باهظاً جراء ذلك الهجوم.
ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها منذ بدء الصراع في غزة.
وأدى الهجوم إلى تصاعد حدة التوتر في الصراع الذي يدور بالتوازي مع الحرب في غزة، كما أثار المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.
وسقط الصاروخ على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها إليها لاحقاً في خطوة لم تعترف بها معظم الدول.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع زعيم الطائفة الدرزية وفقاً لبيان صادر عن مكتبه إن «حزب الله سيدفع ثمناً باهظاً.. ثمناً لم يدفع مثله حتى الآن».
ونفى حزب الله في بيان مكتوب نفياً قاطعاً ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن علاقته بالحادث.
وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن عدة هجمات صاروخية استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في أماكن أخرى.
صفارات الإنذار
وأظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحظة سقوط الصاروخ. وأمكن سماع صفارات الإنذار التي تطلق للتحذير من الهجمات الجوية ثم أعقب ذلك وقوع انفجار كبير وصور لدخان يتصاعد. وتمكنت رويترز من التحقق بشكل مستقل من الموقع من خلال المباني وتخطيط الطرق التي تطابق صور الأقمار الصناعية للمنطقة.
وقال نتنياهو الذي من المقرر أن يعود بالفعل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل خلال ساعات، إن طائرته ستقلع قبل الوقت المحدد لها وسيعقد اجتماعاً مع مجلس الوزراء الأمني المصغر فور وصوله.
ودانت الولايات المتحدة، التي تقود جهوداً دبلوماسية لتهدئة الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الهجوم ووصفته بأنه «مروع». وقالت إن دعمها لأمن إسرائيل «قوي ولا يتزعزع».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان: إن الولايات المتحدة «ستواصل دعم الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الهجمات الرهيبة على امتداد الخط الأزرق وهو ما يجب أن يكون على رأس الأولويات». ويشير الخط الأزرق إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ودانت موسكو الهجمات في مرتفعات الجولان. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله اليوم الأحد «ندين كل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها أي جهة». وموسكو تربطها علاقات بمعظم الأطراف الرئيسية في الشرق الأوسط.
لا توجد تعليمات
قال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق الصاروخ تم من منطقة تقع شمالي قرية شبعا في جنوب لبنان.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري في تصريحات للصحفيين في مجدل شمس إن الأدلة الجنائية أظهرت أن الصاروخ إيراني الصنع من طراز فلق-1.
وكان حزب الله قد أعلن في وقت سابق عن إطلاق صاروخ فلق-1 قائلاً إنه استهدف مقراً عسكرياً إسرائيلياً.
وقال هاجاري أيضاً في بيان بثه التلفزيون إنه لا يوجد في الوقت الراهن أي تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، مما يشير إلى أن الجيش لا يتوقع تصعيداً وشيكاً في جميع أنحاء إسرائيل.
رد فعل
وطالب بتسلئيل سموتريتش وزير المالية المنتمي لليمين المتطرف باتخاذ رد فعل قاس يشمل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وأجبر الصراع على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية عشرات الآلاف في كل من لبنان وإسرائيل على مغادرة منازلهم. وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 350 من مقاتلي حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني منهم مسعفون وأطفال وصحفيون.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد هجوم أمس السبت إن عدد القتلى بين المدنيين الذين فقدوا أرواحهم في هجمات حزب الله ارتفع إلى 23 منذ أكتوبر تشرين الأول بالإضافة إلى 17 جندياً على الأقل.
وقال أندريا تيننتي المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لرويترز إن قائد القوة على اتصال بالسلطات في كل من لبنان وإسرائيل «لفهم تفاصيل واقعة مجدل شمس والحفاظ على التهدئة».
وقال دبلوماسي كبير ركز على لبنان إنه يتعين بذل كل الجهود للحيلولة دون اندلاع حرب شاملة.